مدونات
تحذيرات من الجوال لم يعد ممكنا للأفراد قضاء مآربهم دون استعمال الهاتف النقال/ الجوال، وأضحت هذه السلعة الأكثر مبيعاً عبر العالم على الإطلاق لتزايد الطلب عليها، والحاجة المتزايدة لخدماتها... بعد كل هذا التوسع الكبير لاستعمالات هذا النوع من التواصل، بدأ الجميع يبدي اهتماما كبيرا للضريبة التي يمكن للإنسان أن يدفعها مقابل هذا التطور الهائل في هذا الميدان، سواء كانت هذه الضريبة فردية أي خاصة بالشخص المستعمل لهذه الخدمة، أو جماعية من خلال تأثيرها على الحياة العامة للناس والمجال الحيوي المحيط بهم.. لم يكن ممكنا معرفة درجة التأثير السلبي لهذا التطور إلا بعد سنوات كثيرة من البحث والتقصي الذي أفضى إلى بعض الملاحظات والاستنتاجات الأولية حول الأضرار التي يمكن للهاتف النقال أن يتسبب فيها أو أن يكون مساهما في استفحالها.. فقد أثار تقرير لمجموعة من الباحثين في إنجلترا، حول الآثار السلبية للهواتف النقالة على مستخدميها، ضجة كبيرة خلال نهاية التسعينات، ووصل الأمر بالحكومة البريطانية آنذاك والمسؤولين الكبار في البلاد إلى طلب إجراء بحث وخبرة مضادة لتأكيد أو نفي تلك الاستنتاجات السلبية.. وأمام ضغط الشركات العملاقة التي تجني من وراء خدماتها تلك أموالا طائلة، اضطر الجميع إلى طمأنة الناس عبر استنتاجات أخرى خففت من حدة التأثيرات الجانبية السلبية لاستعمال الهاتف النقال.
وفي أحدث دراسة في هذا السياق، قام بها علماء فرنسيون، أكدوا من خلالها وجود أضرار جانبية كثيرة على صحة الإنسان بسبب استعمال الهاتف المحمول.. فقد نشرت جريدة (لوجورنال دو ديمونش) الفرنسية، نداء ملحا من عشرين عالما فرنسيا يؤكدون فيه وجود مخاطر كبيرة لاستعمال الهاتف النقال على الصحة العامة للناس وخاصة على الأطفال والمراهقين.. بسبب التأثيرات البليغة التي تلحقها الموجات الكهرومغناطيسية بأعضاء الجسم الحساسة، كالقلب والدماغ...؛ على الرغم من كونهم لا يزالون في طور التقييم الدقيق والشامل لهذه الأضرار.. وقال الدكتور (تيري بويي)، وهو اختصاصي في أمراض السرطان بفرنسا "إما أن نبقى مكتوفي الأيدي ونسكت على الخطر الوارد، أو نجتهد ونجد من أجل حماية الناس من خطر حقيقي لا يحتمل التهاون في التعامل معه بالجدية الكافية..". أما البروفيسور هنري بوجول (مدير الرابطة الوطنية الفرنسية لمكافحة السرطان) فيشدد على ضرورة مضاعفة الحذر في استعمال هذه الخدمة، وخاصة مع المراهقين والأطفال.. حيث إن نسبة الإصابة بسرطان المخ مثلا تكون مرتفعة لدى الأطفال. وقد أكد هؤلاء جميعهم على نسبة احتمال كبيرة، أن الجوال يساهم في الإصابة بمرض السرطان الدكتور حسن الرياحي (رئيس قسم الأنكولوجيا بمستشفى مولاي عبدالله بالرباط) أكد هو الآخر ألاَّ شيء مستبعد، إلا أنه لا توجد، في الوقت الراهن، دلائل علمية قاطعة تجزم بالأضرار التي تسببها الموجات الكهرومغناطيسية.
