ابو يعقوب جده

:: عضو جديد ::
إنضم
12 أبريل 2009
المشاركات
68
مستوى التفاعل
0
الإقامة
التعارف مع الناس - القراءة - السباحة - صيد السمك
النظافـــة من الإيمان .....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البيت النظيف عنوان ساكنيه، والحي النظيف عنوان قاطنيه والمدينة الجميلة النظيفة عنوان أهلها والوطن النظيف مسؤولية شعبه والنظافة شعار المؤمنين.
يظن بعض الناس أن البذاذة من علامات الصلاح والإيمان، وهذا جهل شديد بتعاليم هذا الدين الحنيف، فالذي أمر بالتطهر من الأوزار والذنوب هو نفسه جل شأنه الذي أمر بنظافة الثوب والبدن والمكان.
وان من أمعن نظره في التوجيهات الإسلامية يلاحظ بوضوح أن الإسلام دعا إلى النظافة، وحث عليها .. نظافة الثياب والأبدان والبيوت والمساجد والطرقات والأحياء والحدائق العامة والخاصة.
لقد اعتنى الإسلام بالنظافة عناية فائقة، واهتم بها اهتماما بالغا، وأولاها رعاية خاصة، وذلك لما للنظافة من اثر عظيم على صحة الأفراد والمجتمعات، وسلامة الأبدان ونضارتها، فهي عنوان المؤمنين، وسمة من سمات المسلمين، قال رسول الهدى ومعلم الإنسانية صلى الله عليه وسلم: (النظافة تدعو إلى الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجنة) رواه الطبراني.
ولما كانت الطهارة الروحية هي بوابة الإيمان ومدخل الإسلام كانت الطهارة البدنية شرطاً لصحة كثير من العبادات، وقد صدر علماء الفقه كتب الفقه بكتاب الطهارة لأنها من أوائل ما يطلب من المسلم، فهذه الصلاة أكد أركان الدين واهم أعمدة الإسلام لا تصح إلا بالوضوء، قال تعالى: >يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وان كنتم جنباً فاطهروا< سورة المائدة آية (6)، وكذلك طهارة الثوب والمكان، قال تعالى: >وثيابك فطهر< سورة المدثر آية (4).
أما نظافة الأبدان والثياب فهي مطلوبة من المسلم حتى يبدو جميلا مقبولا في سمته وملبسه، ومن هنا جعل الإسلام الاغتسال الكامل واجبا في أحوال ومسنوناً في أحوال أخرى، فلا يمضي أسبوع إلا ويغتسل فيه المسلم، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على أن يعتني المسلم بمظهره فقال: (من كان له شعر فليكرمه) رواه أبو داود.
وكان صلى الله عليه وسلم دقيق الملاحظة، فإذا رأى مسلما بهمل تجميل نفسه نهاه وأمره أن يرتدي ملابس أفضل حتى يتطابق منظر المسلم ومظهره مع مخبره، عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنه قال: (نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صاحب لنا يرعى ظهرا لنا وعليه بردان قد خلقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما له غير هذين؟ فقلت بلى له ثوبان في العيبة - مستودع الثياب - **وته إياهما، فقال: ادعه فليلبسهما، فلبسهما) رواه مالك.
وروى النسائي عن الاحوص عن أبيه قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليَّ ثوب، فقال لي: ألك مال؟ قلت: نعم، قال: من أي المال؟ قلت: من كل المال قد أعطاني الله تعالى.. من الإبل والبقر والغنم والرقيق، قال: فإذا آتاك الله مالاً فلير اثر نعمة الله عليك وكرمه)، وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأحسنوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في أعين الناس فان الله لا يحب الفحش ولا التفحش) رواه أبو داود وأحمد، وعن عطاء بن يسار قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس واللحية فأشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم بإصلاح شعره ففعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان) رواه مالك.
وللدلالة على أهمية النظافة فقد قرنها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الإيمان فقال:

(النظافة تدعو إلى الإيمان والإيمان مع صاحبه في الجنة) رواه واستكمالا للنظافة الجسدية والمظهر المتزن جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بآداب واضحة ونصائح طيبة حتى يكتمل بهاء الجسم ونضارته وطيب رائحته وهي سنن الفطرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عشر من الفطرة، قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء (الاستنجاء) قال الراوي ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة) رواه مسلم وأبو داود، وهذه الآداب النبوية الشريفة من باب وقاية المسلم من الأمراض والآلام التي قد تحدث نتيجة الإهمال وعدم الالتزام بهذه النصائح، فان الإهمال فيها يؤدي إلى أمراض كثيرة.
كما أن الإسلام حث على نظافة البيوت فلم يغفلها لأنها هي المأوى والملاذ والمسكن والمقر ومكان الأكل والشرب والراحة واجتماع الأهل ومستقطب الأحباب، نقل عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود) رواه الترمذي.
ومطلوب منا ان نحافظ على نظافة المساجد، فهي دور العبادة وبيوت الله وملتقى عباده، بها يؤدون الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة فضلا عن حلقات العلم والدرس التي تعقد بها فأمر الله بتطهيرها قال تعالى: >وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود< سورة البقرة آية (125).
حتى أن الإسلام منع كل من علقت به روائح كريهة كمن أكل ثوما أو بصلا ومثله من صلاة الجماعة، وأمر بالتزين عند التوجه إلى المساجد، فقال تعالى: >يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد< سورة الأعراف آية (31)، فلا يجوز لأحد أن يؤذي المصلين برائحة كريهة، كما أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو البشر.
أما الطرق فهي سبيل الناس كلهم ولذلك كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، وقد جعل الله هذا العمل كأجر صلاة مرة وأجر صدقة مرة أخرى، ففي الحديث (حملك عن الضعيف صلاة وإنحاؤك الأذى عن الطريق صلاة)، وفي آخر (ويميط الأذى عن الطريق صدقة) أي إزالة الأذى من أوساخ ونجاسات وأحجار وأشواك، فما بالكم بمن يلقون مثل هذه الأوساخ في الشوارع ويخالفون تعاليم الإسلام التي حرمت كل ما فيه أذى للمسلمين ولبيئتهم، حيث نهى عن كل ما يسبب الأذى والإزعاج للمسلمين، والطريق ملك الجميع فنهى عن البول في الماء الراكد وتحت الشجرة المثمرة وفي ظل الناس ومواضع الشمس شتاء، وقارعة الطريق وعلى القبور وفي الطرقات وكذا الغائط قال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا اللاعنين، قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال الذي يتخلى في طريق الناس او ظلهم) رواه مسلم وأبو داود، ومعنى اللعان ما يوجب اللعن وهو الطرد من رحمة الله تعالى.
هذا وقد جندت الدولة وفقها الله لما يحبه ويرضاه كل إمكانياتها وطاقاتها للمحافظة على جمال ونظافة المدن والقرى، وهيأت كل السبل فوظفت عمال النظافة والمراقبين، ووفرت السيارات الخاصة والحاويات وسلات المهملات، وعينت أماكن خاصة للنفايات، وما تنفقه الدولة في هذا المجال للمحافظة على النظافة كثير وكثير.
فجدير بك أخي المسلم أن تكون عونا للدولة في المحافظة على النظافة، بل ينبغي على جميع أفراد الأمة صغارا وكبارا أن تتضافر جهودهم للحفاظ على نظافة البيئة والعناية بها، لان ذلك ينع** على المجتمع فيكون مجتمعا سليما من الأمراض قوياً معافىً.
 

أسير العشاق

:: عضو مميز ::
إنضم
30 يناير 2008
المشاركات
1,719
مستوى التفاعل
0
النظافة من الأيمان
احسنت الأختيار بارك الله فيك
طرح اكثر من رائع
تحياتي
 

ابن ذكير

:: عضو مميز ::
إنضم
16 أبريل 2009
المشاركات
2,463
مستوى التفاعل
0
الإقامة
القراءة والتربية والنت
الموقع الالكتروني
www.makkahboys.net
l2k6cvlmnw62zogxy1nm.gif


9ll9004394d998dp2.gif
 
أعلى