ضحايا للتفكك الأسري تحتضنهم دار ملاحظة جدة

الرحّال

مراقب سابق
ضحايا للتفكك الأسري تحتضنهم دار ملاحظة جدة

السجن 28 عاما لعصابة الأشقاءالـ 4

okaz-logo.gif


عدنان الشبراوي ـ جدة

صدرت في دار الملاحظة الاجتماعية في جدة هذا الأسبوع أحكام بالسجن والجلد والإبعاد لعدد من الأحداث في قضايا أخلاقية، قتل، مخدرات وسرقة. ومنها حكم بالسجن ست سنوات مع الإبعاد لوافد وأخته التي حملت منه سفاحا وقتلا ثمرة جريمتهما. وحكم آخر بالسجن 28 عاما لأربعة أشقاء شكلوا عصابة للسرقة وعليهم سوابق. المحكوم عليهم في هذه القضايا صبية مراهقون تتراوح أعمارهم مابين 14 و 18 عاما، ويفترض أن يكونوا الآن على مقاعد الدراسة بدلا من سجن الأحداث. فما الذي يدفعهم إلى ارتكاب الجرائم في هذه السن؟ «عكاظ» غاصت في أعماقهم، في محاولة للرد على هذا السؤال الصعب. القضية الأبرز بين قضايا المحكومين في دار الأحداث، كانت قضية الحدث الأريتري الجنسية حمد (17 عاما) الذي ظل غامضا ومراوغا طوال فترة لقائنا معه. وتتلخص قضيته في الزنا بشقيقته خديجة التي تكبره بعام واحد. وأثمرت علاقتهما الآثمة عن حمل بجنين تعاونا على إسقاطه بعد أن تكون كاملا، ثم قتلاه بإغراقه في حوض ماء وألقيا الجثة فوق سطح منزل الأسرة. وطالب المدعي العام بإيقاع عقوبة الحرابة بقتلهما حدا، لكن القاضي اكتفى بالحكم على حمد بالسجن لمدة سنة و300 جلدة، وعلى شقيقته خمس سنوات مع إبعادهما من المملكة بعد انتهاء محكوميتهما. وبلغت جملة الأحكام بالسجن على الحدث فؤاد وأشقائه الثلاثة 28 عاما. ورغم أن عمره وصل السابعة عشرة لم يتعد تعليمه المرحلة الابتدائية لتكرار رسوبه، خاصة أنه عاش في أسرة متفككة. وسمح له والده بترك الدراسة والعمل حارس أمن براتب ألف ريال لمساعدته في مواجهة متطلبات الحياة، لكن سلوك فؤاد كان منحرفا، ليس هو فحسب بل شكل مع أخوته الثلاثة عصابة لسرقة محلات الجوالات في مكة المكرمة، مع أن أعمارهم كانت تتراوح مابين 16 و19 عاما. وعندما ضبط أحدهم انفرط عقد العصابة، وأحيل الأربعة للقضاء فصدر حكم بسجن الأخ الأكبر 9 سنوات، الثاني 7 سنوات، الثالث 6 سنوات وآخرهم فؤاد 6 سنوات يقضيها الآن داخل دار الأحداث.
نور (حدث برماوي عمره 17 عاما) حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات لإدانته بسرقة محلات جوالات. وكان أحيل للمحكمة العامة مع اثنين من شركائه من بني جلدته هما شمس (17 سنة) ومحمد (16 سنة) بلائحة اتهام للمطالبة بتنفيذ حد السرقة عليهم لتورطهم في السرقة وتكررها. وأصدرت لجنة قضائية مكونة من 3 قضاة، أحكاما بسجن نور 3 سنوات، شمس عامين ومحمد 3 سنوات مع إبعادهم عن المملكة بعد انتهاء محكومياتهم. واعترض المدعي العام وطالب بعقوبة أشد، ورفعت قضيتهم للتمييز.
أما عبدالرحمن (برماوي عمره 16 عاما) فهو موقوف في دار الملاحظة منذ 40 يوما. وبصدد عرضه على القاضي قريبا بعد أن وجه له الادعاء العام تهمة التحرش بطفلة من أقاربه عمرها 7 سنوات. وقال لـ«عكاظ» إنه متهم بالتحرش بابنة أخيه ويتبرأ من التهمة. حسن (تشادي عمره 16 عاما) تورط مع اثنين من أصدقاء السوء في استدراج صبي في العاشرة لغرض سيئ ولا يزال رهن التحقيق ولم يصدر عليه حكم بعد .
باهي (مصري عمره 17 عاما) متهم في قضية قتل روى تفاصيلها لـ «عكاظ» قائلا: إنه خرج مع اثنين من معارفه في سيارة لشراء وجبة عشاء. وعند العودة أوهماه بأنهما سيذهبان في (مشوار) بينما كانا يخططان لغرض سيئ . وحينما وصلوا إلى مكان بعيد عن النطاق العمراني هدداه بسكين، لكنه تمكن من خطفها وطعن كل منهما طعنة وهو يدافع عن شرفه فتوفي أحدهما وأصيب الآخر بإصابات بسيطة، ولا تزال قضيته منظورة في جهات التحقيق.
عبد الله طاهر (يمني عمره 18 عاما) دخل المملكة متسللا ومتهم بترويج مسكرات. وقال لـ« عكاظ» إنه كان في موقع مشبوه مع بعض معارفه حينما ضبط. وأمضى حتى الآن في دار الملاحظة شهرين وعشرة أيام. وينتظر حكم القاضي.
الحدث س.خ (17 عاما) قال إن عمره كان ثمانية أعوام حينما انفصل والده عن والدته. وتهمته فعل الفاحشة بالاشتراك مع زميل له. وحكم عليه بالسجن أربع سنوات وعلى زميله 5 سنوات.
حمد (17 عاما) قال إنه يعيش مع والدته المطلقة وتهمته تعاطي المخدرات. وكذلك إبراهيم ( أفغاني عمره 14 عاما) ضحية لانفصال والديه ومدان بسرقة محل ألعاب أطفال.
عبدالمنان (برماوي عمره 14 عاما) صدر بحقه حكم بالسجن سنة ونصفا في قضية سرقة في الحرم المكي.
عبد الله (15 عاما)، تهمته فعل الفاحشة بطفل عمره 13 عاما ومحكوم عليه بالسجن لمدة سنة، أكمل الصف الأول الثانوي داخل دار الملاحظة.
مدير دار الملاحظة الاجتماعية شاكر الأزوري روى لـ «عكاظ» مفارقات يعيشها بعض الأحداث وإصرارهم على البقاء في الدار. ومعاودة بعضهم ارتكاب جرائمهم بغية العودة من جديد إلى الدار للاستفادة من خدماتها.
وقال: الدار خصصت أصلا لإصلاح وتهذيب وتأديب الصغار المنحرفين بعيدا عن السجن ووفق الأرقام والإحصائيات فإن الحدث يكلف سنويا نحو 130ـ 150 ألف ريال، وما متوسطه 350 ـ 400 ريال في اليوم الواحد. ويشمل ذلك نفقات إيوائه، إعاشته، تعليمه، علاجه وأنشطته بكل أنواعها، ورواتب العاملين في الدار من أخصائيين اجتماعيين، باحثي قضايا، مراقبين، حراس، خدمات مساندة، إدارات مشاركة ونفقات الأنشطة المتنوعة.
وأشار إلى أن ثمة مطالبات بتقنين أحكام سجن الأحداث وإيجاد العقوبات البديلة في بعض الجنح البسيطة والتشريع لنظام يقضي بترحيل الأحداث الأجانب وفق نظام تبادل العقوبات بحيث يقضي الحدث غير السعودي عقوبة السجن في بلاده.
ويرى أن أسباب انحراف الأحداث في مجتمع المملكة ترجع بالدرجة الأولى إلى التفكك الأسري، القسوة الزائدة أو الدلال الزائد.

-----------------------------------------------------------------------

المصدر


---------------------------------------------

 

جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك وأفاض عليك من نعمه ظاهرة
وباطنة
وأسأل الله باسمه العظيم الأعظم أن ينير بصرك و بصيرتك
بنور اليقين
وأن يجعله فى ميزان حسناتك
 
لاحول ولاقوة إلا بالله
اللهم عافنا ولاتبتلينا

ويعطيك العافية أخوي الرحال ع النقل الرائع للتقرير والخبر
 
عاشق المكاوي
أبو يعقوب
أبو باسم
جواد البحر

مروركم أضاء متصفحي ..
أشكركم على الإطلالة البهية ..

تحياتي ،،،
 
عودة
أعلى