أبو عامر الأركاني
:: عضو جديد ::
- إنضم
- 17 يوليو 2008
-
- المشاركات
- 47
-
- مستوى التفاعل
- 0
[overline]
السب الأول من أسباب لعن اليهود في القرآن الكريم :
أنهم تركوا العمل بما علموا ..
من أبغض الأشياء إلى الله علم بلا عمل ..
أيها الإخوة في الله ، اللعن مذموم في شرعنا الحنيف وقد ورد النهي عن لعن المسلم للمسلم وللدواب وللرياح وللفساق وللكفار تعينا الأحياء منهم والأموات إلا من علم موته كافراً بعينه كفرعون وأبي جهل .. إلا أنه يجوز لعن الفساق والكفار مطلقاً لما ورد بذلك في كتاب الله وسنة رسوله تعالى ..
فاليهود استحقوا اللعن من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم بسبب اقترافهم للآثام والمعاصي التي وصلت بفريق منهم إلى الكفر ..
لقد ترك اليهود العمل بما أمرهم الله به وبما علموه من أحكام دينهم وقد كان هذا الترك بأمرين اثنين :
أحدهما عدم اتباع الحق في الأقوال والأفعال .. أي اتبعوا أهواءهم .
ثانيها : عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . نعم ، اليهود أهل هوى وأهل استكبار عن اتباع الحق فهم لا يتبعون إلا ما تمليه عليهم شهواتهم ليس لهم دين أو خلق يردعهم ويمنعهم عن فعل ما يريدون حتى القتل ..
ولقد ذكر الله هذه الحقيقة في القرآن الكريم فقال عز وجل : (( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون )) .
نعم إخوتي الكرام - هذا هو سجل بني إسرائيل سجل حافل بالإعراض وتحكيم الشهوات والأهواء والعناد والعتو والاستكبار . (( لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون )) .
لكن هذه الآية عامة في كل من يتبع هواه وما توارثه عن آبائه من الباطل ويترك الحق الذي ينزل من عند الله ..
وفي الآية أيضاً تحذير للمسلمين من اتباع آبائهم أو اتباع شيوخ الضلال الذين يتبعون الهوى والابتداع في الدين فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل ولهذا وصف الله هؤلاء فقال : (( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون )) .
هذا القسم الأول من ترك يهود العمل بما علموا فهم تركوا العلم واتبعوا الهوى ثم تأتي المرحلة الثانية من عمل اليهود وهي عدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ..
ولقد وبخ الله اليهود عامة على ذلك ووبخ علماءهم خاصة لتركهم النهي عن المنكر وهم في تركهم النهي عن المنكر حكم المرتكب للمنكر فلذلك استحقوا العذاب : (( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون )) .
وفي هذه الآية يذم الله أحبارهم وعلماءهم الساكتين عن الإثم والمنكر وأكل الحرام وفيها توبيخ لكل اليهود لفعلهم المنكر ..
ولذلك استحق اليهود اللعن من الله على لسان أنبيائهم لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال الله عنهم : (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)) .
إن اليهود لم يكتفوا بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل وصل بهم الأمر إلى قتل من أمر بالإحسان ونهي عن السوء : (( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم )) .
ولذلك حث الله المسلمين دوماً على وجود أمة فيهم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فقال :
(( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )) .
إخوتي الله ، لا نتشبه باليهود في عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. إن لم نقم بالأمر بالمعروف كل حسب استطاعته فإننا والله داخلون في الوعيد الشديد ..
ألا فالنتق الله ولنأمر بالمعروف والننه عن المنكر .. حتى ندخل في هذه الخيرية العظيمة المباركة التي تبعدنا عن التشبه باليهود الملعونة على لسان أنبيائهم ..
إنهم بأفعالهم هذه نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم .. وصدوا عن سبيل الله .. واتبعوا رضوان الشيطان ولو كانوا لا يشعرون ..
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه :
إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ..
وأعظم الظلم هو ألا آخذ بيد الظالم .. وألا أرد الشارد عن الله إليه جل وعلا .. وألا أنصر المظلوم ..
وروى حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
« والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم » قال أبو عيسى هذا حديث حسن.
وكم هم المسلمون اليوم - أحبابي في الله - الذين قصروا في هذا الجانب ولا حول ولا قوة إلا بالله
لنع ولنفق ولنؤب إلى الله .. ونفر إليه بكل ما نملك من سبيل .. على كل حال وفي كل مكان وزمان ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/overline][font="]: .. [/font]
أسباب لعن اليهود في القرآن الكريم
السب الأول من أسباب لعن اليهود في القرآن الكريم :
أنهم تركوا العمل بما علموا ..
من أبغض الأشياء إلى الله علم بلا عمل ..
أيها الإخوة في الله ، اللعن مذموم في شرعنا الحنيف وقد ورد النهي عن لعن المسلم للمسلم وللدواب وللرياح وللفساق وللكفار تعينا الأحياء منهم والأموات إلا من علم موته كافراً بعينه كفرعون وأبي جهل .. إلا أنه يجوز لعن الفساق والكفار مطلقاً لما ورد بذلك في كتاب الله وسنة رسوله تعالى ..
فاليهود استحقوا اللعن من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم بسبب اقترافهم للآثام والمعاصي التي وصلت بفريق منهم إلى الكفر ..
لقد ترك اليهود العمل بما أمرهم الله به وبما علموه من أحكام دينهم وقد كان هذا الترك بأمرين اثنين :
أحدهما عدم اتباع الحق في الأقوال والأفعال .. أي اتبعوا أهواءهم .
ثانيها : عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . نعم ، اليهود أهل هوى وأهل استكبار عن اتباع الحق فهم لا يتبعون إلا ما تمليه عليهم شهواتهم ليس لهم دين أو خلق يردعهم ويمنعهم عن فعل ما يريدون حتى القتل ..
ولقد ذكر الله هذه الحقيقة في القرآن الكريم فقال عز وجل : (( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون )) .
نعم إخوتي الكرام - هذا هو سجل بني إسرائيل سجل حافل بالإعراض وتحكيم الشهوات والأهواء والعناد والعتو والاستكبار . (( لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون )) .
لكن هذه الآية عامة في كل من يتبع هواه وما توارثه عن آبائه من الباطل ويترك الحق الذي ينزل من عند الله ..
وفي الآية أيضاً تحذير للمسلمين من اتباع آبائهم أو اتباع شيوخ الضلال الذين يتبعون الهوى والابتداع في الدين فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل ولهذا وصف الله هؤلاء فقال : (( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون )) .
هذا القسم الأول من ترك يهود العمل بما علموا فهم تركوا العلم واتبعوا الهوى ثم تأتي المرحلة الثانية من عمل اليهود وهي عدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ..
ولقد وبخ الله اليهود عامة على ذلك ووبخ علماءهم خاصة لتركهم النهي عن المنكر وهم في تركهم النهي عن المنكر حكم المرتكب للمنكر فلذلك استحقوا العذاب : (( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون )) .
وفي هذه الآية يذم الله أحبارهم وعلماءهم الساكتين عن الإثم والمنكر وأكل الحرام وفيها توبيخ لكل اليهود لفعلهم المنكر ..
ولذلك استحق اليهود اللعن من الله على لسان أنبيائهم لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال الله عنهم : (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)) .
إن اليهود لم يكتفوا بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل وصل بهم الأمر إلى قتل من أمر بالإحسان ونهي عن السوء : (( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم )) .
ولذلك حث الله المسلمين دوماً على وجود أمة فيهم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فقال :
(( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )) .
إخوتي الله ، لا نتشبه باليهود في عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. إن لم نقم بالأمر بالمعروف كل حسب استطاعته فإننا والله داخلون في الوعيد الشديد ..
ألا فالنتق الله ولنأمر بالمعروف والننه عن المنكر .. حتى ندخل في هذه الخيرية العظيمة المباركة التي تبعدنا عن التشبه باليهود الملعونة على لسان أنبيائهم ..
إنهم بأفعالهم هذه نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم .. وصدوا عن سبيل الله .. واتبعوا رضوان الشيطان ولو كانوا لا يشعرون ..
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه :
إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ..
وأعظم الظلم هو ألا آخذ بيد الظالم .. وألا أرد الشارد عن الله إليه جل وعلا .. وألا أنصر المظلوم ..
وروى حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
« والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم » قال أبو عيسى هذا حديث حسن.
وكم هم المسلمون اليوم - أحبابي في الله - الذين قصروا في هذا الجانب ولا حول ولا قوة إلا بالله
لنع ولنفق ولنؤب إلى الله .. ونفر إليه بكل ما نملك من سبيل .. على كل حال وفي كل مكان وزمان ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم الموضوع : رسـ5ـلة إلى الأمة المسلمة
|
المصدر : في رحاب القرآن
