رسـ7ـالة إلى الأمة المسلمة في العالم

[أبو عامر الأركاني]

أسباب لعن اليهود في القرآن

لقد حكي إليكم فيما مضى من أسباب لعن الله اليهود ..
السبب الأول وهو تركهم العمل بالعلم ..
والسبب الثاني وهو أنهم نبذوا كتاب الله وصدوا عن سبيله واتبعوا الشياطين ..
وهاكم الآن السبب الثالث من أسباب لعن اليهود ..
إخوتي في الله ، إنه نعم إن من أعظم الذنوب والآثام هو في عدم التقيد بأوامر الله ..
ومن الذنوب والآثام التي ارتكبها اليهود وتسبب في ما حصل لهم على مر العصور والأيام إنما هو الكفر بآيات الله ولقد نص القرآن الكريم في آيات كثيرة على كفر اليهود بالله حتى استحقوا اللعن والذلة والمسكنة ..
قال الله تعالى :
(( وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )) .
فبعد أن أنجى الله عز وجل بني إسرائيل من فرعون وطغيانه وأنعم عليهم نعمه الكثيرة والتي منها إنزال المن والسلوى عليهم .. إنهم لم يشكروا الله عليه .. بل كفروا بنعم الله عليهم الكثيرة الوافرة ، وطلبوا ما هو أدنى منها ليدللوا على تقصير الله ورسوله في نعمه عليهم .. وهم بذلك كفروا نعم الله فاستحقوا عقاب الله عز وجل ..
وهو الذلة في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة .. ولذلك قال الله تعالى لهم :
(( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون )) .
ثم جاء كفرهم الشامل فقبلوا من الشرع ما وافق هواهم وتركوا ما خالفه ولم يلتزموا أمر الله كاملاً فاستحقوا بذلك هذا الخزي الكامل في الدنيا ..
وهذه الآية - إخوتي في الله - وإن كانت نزلت في حق اليهود إلا أنها عامة في كل من اتصف بهذه الصفة فآمن بجزء وكفر بآخر من دين الله ونحن نرى المسلمين اليوم قد وافقوا يهود في كثير من ذلك فأخذوا ما أرادوا ، وتروا ما شاؤوا فبئس ما يفعلون .. والجزاء من جنس العمل وجزاء الكفر بالله في الدنيا هو اللعن والطرد من رحمة الله تعالى .
(( وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون )) ، إن كفر يهود بالله وبموسى رسوله ثم بعيسى كلمته ..
لم يكفهم بذلك شناعة بل علموا المشركين كيف يكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم .. فقالوا لهم : قولوا لمحمد لولا أوتيت مثلما أوتي موسى فإنه أوتي التوراة دفعة واحدة فرد الله عليهم أنهم قد كفروا بالتوراة حين قالوا في موسى وهارون إنهما ساحران :
(( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون )) .
إخوتي في الله ، هذه سيرة اليهود ملطخة بالعصيان والطغيان والكفران .. فهل لنا أن عود إلى الرحمن .. لنحمى من كيد الشيطان .. ونحظى بالغفران ..
أيها الناس : إن من كفر بالله عز وجل أورد نفسه المهالك بل إن من أصر على كفره ومات على ذلك فقد استحق لعنة الله ، وهؤلاء هم يهود كفروا وأصروا على كفرهم ومنهم من مات على ذلك فاستحقوا قول الله تعالى :
(( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين * أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون * إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم * إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون * إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين )) .
ثم إن ما أصاب يهود قد أصاب فريقاً من المسلمين اليوم قد استحبوا العمي على الهدى وابتعدوا عن شرع الله الحق ، واتبع هواهم ..
فحق عليهم ما حق على يهود من الذل والخزي والعياذ بالله ..
إنها - إخوتي في الله أقبح سيرة فهل لنا في من عظة وعبرة ..

ونؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ..
ثم لنسابق الريح لنمشي على منهاج الله ، ونعمل به كما أمرنا به الله جل جلاله وبينه في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
ولننعم نعم العظماء ، ونحيَ حياة الكرماء ..
فنستحق بذلك رضوان الله ورحماته في الدنيا والآخرة ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته​

​

 

[وليد الامين]

جزاك الله خير اللهم العن اليهود والنصارى

مشكوووووووور أبوعامرالاركاني