منتقدا تحوير فتوى الدعاء على عموم الكفار ومؤكدا الدعاء على المعتدين والظالمين
د.العودة:
لا يعني وجود معاناة للمسلمين في بلد ما إلغاء جوانب الحياة المختلفة،
الخميس, 10 سبتمبر 2009
تهاني السالم - جدة
انتقد د.سلمان بن فهد العودة "
المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم"
بعض الناس في تقويله ما لم يقل، وذلك إبان نشر فتوى الدعاء على الكفار في الانترنت بأنه ينهى عن الدعاء على إسرائيل فقال: "نحن قبل أيام تكلمنا عن موضوع الدعاء، وذكرنا أنه لا يُدعى على الكفار كلهم دفعة واحدة وجملة واحدة بالهلاك، ويعني أن يستأصل الله نسلهم؛
لأن هذا خلاف الشريعة وخلاف سنة الله الكونية أنهم باقون حتى ربنا سبحانه وتعالى يقول: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)
التوبة: من الآية33
وهذا دليل على أن الأديان الأخرى موجودة لكن الإسلام يظهر عليها، فهو دليل على بقائها إلى قيام الساعة؛
ولذلك أؤكد هذا المعنى،
وبالمقابل أمس أحد الإخوة عمل يعني بحثًا في جوجل
ووجد أنه أكثر من ستمائة سبعمائة نتيجة وكلها نشرت هذا الكلام الذي قلناه على أنه نحن ننهى عن الدعاء على إسرائيل، وعلى حلفاء إسرائيل،
وواحد رافع يديه على سبيل الطرفة يقول اللهم اهدي إسرائيل إلى مفاوضات السلام! فأنا أطلب من الإخوة وهم صائمون لله أن تصوم أيضًا ألسنتهم وأفواههم عن تقويل الناس
ما لم يقولوا، أو عن تناقل سوء الفهم، الكلام هو عن الدعاء على عموم الكفار ، أما الدعاء على الظالمين والمحتلين والمعتدين فقد نصصنا عليه ما تركناه مجالاً للاجتهاد أنه مشروع وقد دعا الأنبياء ودعا الصحابة كما دعا عمر -رضي الله عنه- على الظلمة والمعتدين من أهل الكتاب".
وأضاف د.العودة في سؤال
كيف يطيب الحديث عن الأسرة وغزة تعيش حصارًا
فقال:" لا يعني إلغاء الحياة وجود أزمة للمسلمين في بلد ما إلغاء جوانب الحياة المختلفة، أنت يا أخي وليد أصدقك القول ما تأكل ما تشرب ما تنام ما تعاشر أهلك؟! إلاّ طبيعي،
ولو فعلت خلاف ذلك لكنت ملومًا مذمومًا، فالحمد لله نحن لا نقول أدينا واجبنا لكن في موضوع غزة تكلمنا ببرامج كثيرة جدًّا وعملنا حملات طويلة أثناء الحرب،وفيما بعد ذلك، وشاركنا مع غيرنا وعندنا الحقيقة مؤسسات وجمعيات،
فأؤكد لا ينبغي أن تكون معاناة المسلمين
في بلد ما تعني أن نوقف قطار الحياة ونقتصر على معالجة هذه الأزمة، هذا سيكون ضررًا آخر، لكن علينا أن نستبطن
هذه الأزمة ونسعى إلى الوقوف مع إخواننا بالكلمة الطيبة
وبالدعاء وبالدعم وبالمساندة وبغير ذلك، ومع ذلك نحاول أن نغطي المشاريع والجوانب الأخرى ".
ثم أصّل د.العـودة مفهوم الأخوة بقوله:
" الأخوّة رباط مقدس، الله - سبحانه وتعالى -
عبّر عن المؤمنين بأنهم إخوة،
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )، الحجرات: من الآية10،
وأهل الجنة ( إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ).. الحجر: من الآية47
وهذا يعبر عن عمق رباط الأخوّة لأن الله اختارهم من بين جميع الروابط ليُعبّر عن العلاقة الإيمانية أو العلاقة في الجنة، فالأخوة في كثير من الأحيان هي عبارة عن صداقة،
وليست مجرد إخوة، فالإنسان يحصل على أصدقاء مجانيين وأصدقاء أبديين يشتركون معه ليس في المصالح،
وإنما حتى في الجينات يشتركون معه فيها.
المصدر
http://www.al-madina.com/node/177723