فريد بخيت
كاتب مميز
- إنضم
- 25 أكتوبر 2009
-
- المشاركات
- 198
-
- مستوى التفاعل
- 0
..
أرحِّبُ بكم أيها الإخوةُ الكرام ، في حلقةٍ من حلقات ( دفتر الكشكول ) الدفتر الذي أدوِّنُ فيهِ الفكرةَ والخاطرة ، والقصَّة والمقالة .. والجميلُ ما في هذا الدفتر ؛ بأنَّ الإخوة الكرام من قراء وأعضاء يشاركونَ في إثرائه بمعلوماتهم ، وحصيلتهم نحو الموضوع الذي أذْكُره .
سأتحدَّثُ اليوم عن واحدٍ من أعظم القادة الحربيين على مرِّ العصور القديمة ، وحاكمٌ لإمبراطوريةٍ عُظْمى ، وقد شهد له التاريخ الغربي بذلك ، وكذلك التاريخ العربي ، حيثُ ذكر إمكانيته في تسييس الدولة ، وإدارته القوية ، والتي استطاعَ أن يؤلِّف جيْشاً مختلفِ الطبقاتِ فيما بينهم .. ذلك هوَ :
و( الإسكندر الأكبر أو المقدوني ) ليس هو ( ذو القرنين ) الذي يعتقده بعض الناس فـ( ذو القرنين ) ملكٌ عادل ومذكور في القرآن الكريم ، فقد حكم العالم قبل ( الإسكندر المقدوني ) بقرون عديدة ، حيثُ ملأ الأرض عدلاً ، ونشر فيها عبادة التوحيد كون أنَّ ( ذو القرنين ) ملكٌ عربي وموحد بالله كما يذكره بعضُ المؤرخون المسلمون ، ويكفي بذلك ما قصه الله تبارك وتعالى علينا وذكره في القرآن الكريم
.. أما ( الإسكندر المقدوني ) فهو يُدينُ بالديانة الوثنيَّة ؛ وهو ما كان يُدين به وزيرَ شئوون دولته ( أرسطو ) حيثُ كان أرسطو من الملاحدة والفلاسفة الذين يُنكرونَ بوجود الله - تعالى الله عما يقولون - ، وقُدْ سبَق وأنْ سمِّي ( الإسكندر الأكبر ) بذو القرنين ؛ وقصة تسميته هي أنَّه عندما ذهَبَ إلى المعبدَ للوسيطِ الروحي ( آمون رع ) لأداء الحج ومقابلته ( بالمصريين القدماء ) الفرعونيين ، نصَّبوه إلهاً وجعلوه من ضمن آلهة الشمس فقدموا له هدية وتاجاً على شكل ( رأس كبشٍ ذهبي بقرنين ) فسمُّوه وأعطوه لقب ( الإسكندر ذو القرنين ) ؛ لذلك فإنَّ المؤرخين الغربيين قد يذكرون لقب الإسكندر بذو القرنين فهم ينسبونه إلى التاج الذي لبسهُ ، وليسَ (بذي القرنين ) الملكُ العادل .
ويعترفُ التاريخ بأنَّ ( الإسكندر المقدوني ) عاشَ قبل ميلادِ المسيح عليهِ السلام ، وحفاظاً على الكيانِ والعرش والإمبراطورية شرعَ في توسيعِ ممالكه شرقاً وغرباً ، وبإتجاهه نحو ( بلاد فارس ) والذي لاقى فيها أشدَّ الحروبِ ضراوةً وقوة وبطشا ، ثم بعد ذلك توسَّعَ وجاب بلاد الهند ودخل في حروبٍ ومعارك ، حتى هدأ له نفسُه واطمأنَّتْ سريرته بذلك .
فكر بالساحلِ الغربي وتحديداً مدن البحر الأبيضِ المتوسط ، وبالتأكيد ذهب إلى مدن ( سوريا وغزة وبلاد فارس ) ودخلها وفتحها رغم حربه الشديد مع الملك ( دارويش الثالث ) والذي هزم وفرَّ إلى المجهول تاركاً زوجاته وبناته وأبنائه ، لكنَّ الإسكندر أكرمَ حالهم وتركهم وأبقى لهم سلالتهم الحاكمة وأنهم مستأنسين ، فقام وتزوجَ بإحدى نساء ( بلاد فارس ) وهي (روكسانا) ، وهذا ما أول عمل خالفه الإسكندر الأكبر ؛ بأنْ كسر قاعدة نشر السلالة المقدونية تجاه الأزمان واستهتاره بالمحافظةِ عليها .
ثمَّ انتقل إلى ضفاف نهر النيل وبنائه مدينة ( الإسكندريَّة ) والتي سُمِّيت باسمه آنذاكَ وجلس فيها ، بعد ذلك أعدَّ عدته وانتقل إلى مدينة بابل والتي سبق وأن تركها وهي تحت إمبراطوريته وجاب مرة أخرى يعيد ترتيب الأمصار والدول ، وهو يشعر بنشوةِ القوة والحكم العريق .
( كليتوس ) وهو أحد أقربَ الناس صداقةً إلى ( الإسكندر المقدوني ) وصاحبُ قوةٍ وسيطرة قتله ( الإسكندر المقدوني ) في حفلةٍ أسرف فيها ( الإسكندر ) من الشراب ، وكذلك استهتار ( كليتوس ) بإمبراطورية الإسكندر وأنه أقام إمبراطورياته العظمى عن طريق الجيش الخليط ، فما كان من ( الإسكندر المقدوني ) إلاَّ أن باغته وقام بطعنه طعنةً ندم عليها بعدها الإسكندر وعاش حياةً من القلق والإحباط فكل ذلك نتيجة إسرافهم في الشرب - ولا حول ولا قوة إلا بالله -، وهذا ما يعيبه عليه المؤرخون في ( الإسكندر الأكبر ) فهو رجل حرب وإمبراطورية ، وذكاء وإدارة بل وسياسة في إدارته لمملكته ؛ إلاَّ أنه يُسْرف في الشرب والبذخ ، وكذلك إقامته للحفلات والسهر على ذلك .
لكنَّ المؤرخون اتفقوا على أنه كان ذا حكمة فقد قام ( ببناءِ عالمٍ مبني على الأخوَّة بدمجِ الشرق بالغرب ) وقام بالإحسان إلى الشباب وأمرهم بالتزويجِ من الشرقيات وبالتحديد من النساء الفارسيَّات ، وألغى الديون وقام بتسديدها ، وهذا ما قويت شوكته ومحبَّته.
( بابل وبلاد فارس ) حيثُ يعتقد البعض أنه كان موضع موت ( الإسكندر المقدوني ) بل وحصلت انقسامات عديدة بين قادة جيشه حول دفن جثمانه بالولايات والأقاليم التي فتحها ، لكنَّ ( بطليموس ) وبعد مناوشات وحروب استطاع أن يقنع البعض من دفنه ، بالإسكندرية حيثُ موضع آلهة ( آمون -رع ) - وسوف أقوم بوضع حلقة خاصة عن آمون رع هذا بمشيئة الله تعالى - وكون أن ( الإسكندر المقدوني ) هو أحد الآلهة التي يزعمونها .
وبالفعل انتهت قصة هذا الإمبراطور العظيم ، والذي استطاع أن يتحدَّى الأزمان ويقارع الوقت في بناءِ الممالكَ والأمصار ، مع جيشٍ تختلف لغته ولهجته ، إنَّهُ بالفعل أحد القادة الذين يتمتعون بالتكتيك والإدارة ، واتخاذ الحزم بطريقة اللين .
وقبل أن أعِدَّ هذا الموضوع قمت بقراءة تاريخية عن هذا الإمبراطور ، وكيف استطاع أن يُنشئ هذه المساحات ، ويقف أمام التحديات ، وكذلك مما ساعده في نشوته هي الديانة الوثنية والفلسفة التي كان يعتنقها ، وذلك لمجاورته لأستاذه ومعلمه الخاص ( أرسطو ) ، والذي قام بتشويه وتلويث أفكاره وأنه لابد وأن يؤمن بكل شيء يقوده إلى تحقيق مآربه .
فالغريب أنَّ ( أرسطو ) قد تعلم من أستاذيه السابقين ( سقراط ) و( أفلاطون ) إلاَّ أنه خالف أمرهما واتجه إلى الوثنية والإلحاد والإعتقاد بعدم وجود خالق ، لكن الأستاذين ( سقراط وأفلاطون ) كانا موحدين بالله ، ويكتمونه في قرارة قلوبهم .
انتهت حلقة ( الإسكندر الأكبر ) ، الذي دخل التاريخ وكتبه وصفحاته ؛ حيث نصَّبَ نفسه أعظم إمبراطور على العصور .
..
أرحِّبُ بكم أيها الإخوةُ الكرام ، في حلقةٍ من حلقات ( دفتر الكشكول ) الدفتر الذي أدوِّنُ فيهِ الفكرةَ والخاطرة ، والقصَّة والمقالة .. والجميلُ ما في هذا الدفتر ؛ بأنَّ الإخوة الكرام من قراء وأعضاء يشاركونَ في إثرائه بمعلوماتهم ، وحصيلتهم نحو الموضوع الذي أذْكُره .
سأتحدَّثُ اليوم عن واحدٍ من أعظم القادة الحربيين على مرِّ العصور القديمة ، وحاكمٌ لإمبراطوريةٍ عُظْمى ، وقد شهد له التاريخ الغربي بذلك ، وكذلك التاريخ العربي ، حيثُ ذكر إمكانيته في تسييس الدولة ، وإدارته القوية ، والتي استطاعَ أن يؤلِّف جيْشاً مختلفِ الطبقاتِ فيما بينهم .. ذلك هوَ :
( الإسكندر الأكبر )
أو كما يحلو للمؤرخين تسميته بـ ( الإسكندر المقدوني ) ، حاكمُ الإمبراطوريتين المقدونيَّةِ ثم الفارسيَّة ، ويحلوا للمؤرخين الغربيين تسميته بلفظة ( ألكساندر ) حيث يرونَ أنَّه استطاع أن يؤسس إمبراطوريةٍ عظيمةُ الاتساع والمساحة ، يسكنها خليطٌ من الأجناس من البشر ، وهذا يعود إلى الجيشِ الذي يقوده ، حيثُ يظهر من خلال تركيبة الجيش أنه متعدد الأجناس ، بل خليطٌ من الرجالِ والشباب ( اليونانيين و المقدونيين والفارسيين والهنود الشرقيين ) ، فالبطبع جيشٌ كهذا يحتاجُ إلى حاكمٍ يجيد فنَّ الإدارة والسياسة . و( الإسكندر الأكبر أو المقدوني ) ليس هو ( ذو القرنين ) الذي يعتقده بعض الناس فـ( ذو القرنين ) ملكٌ عادل ومذكور في القرآن الكريم ، فقد حكم العالم قبل ( الإسكندر المقدوني ) بقرون عديدة ، حيثُ ملأ الأرض عدلاً ، ونشر فيها عبادة التوحيد كون أنَّ ( ذو القرنين ) ملكٌ عربي وموحد بالله كما يذكره بعضُ المؤرخون المسلمون ، ويكفي بذلك ما قصه الله تبارك وتعالى علينا وذكره في القرآن الكريم
.. أما ( الإسكندر المقدوني ) فهو يُدينُ بالديانة الوثنيَّة ؛ وهو ما كان يُدين به وزيرَ شئوون دولته ( أرسطو ) حيثُ كان أرسطو من الملاحدة والفلاسفة الذين يُنكرونَ بوجود الله - تعالى الله عما يقولون - ، وقُدْ سبَق وأنْ سمِّي ( الإسكندر الأكبر ) بذو القرنين ؛ وقصة تسميته هي أنَّه عندما ذهَبَ إلى المعبدَ للوسيطِ الروحي ( آمون رع ) لأداء الحج ومقابلته ( بالمصريين القدماء ) الفرعونيين ، نصَّبوه إلهاً وجعلوه من ضمن آلهة الشمس فقدموا له هدية وتاجاً على شكل ( رأس كبشٍ ذهبي بقرنين ) فسمُّوه وأعطوه لقب ( الإسكندر ذو القرنين ) ؛ لذلك فإنَّ المؤرخين الغربيين قد يذكرون لقب الإسكندر بذو القرنين فهم ينسبونه إلى التاج الذي لبسهُ ، وليسَ (بذي القرنين ) الملكُ العادل .
ويعترفُ التاريخ بأنَّ ( الإسكندر المقدوني ) عاشَ قبل ميلادِ المسيح عليهِ السلام ، وحفاظاً على الكيانِ والعرش والإمبراطورية شرعَ في توسيعِ ممالكه شرقاً وغرباً ، وبإتجاهه نحو ( بلاد فارس ) والذي لاقى فيها أشدَّ الحروبِ ضراوةً وقوة وبطشا ، ثم بعد ذلك توسَّعَ وجاب بلاد الهند ودخل في حروبٍ ومعارك ، حتى هدأ له نفسُه واطمأنَّتْ سريرته بذلك .
فكر بالساحلِ الغربي وتحديداً مدن البحر الأبيضِ المتوسط ، وبالتأكيد ذهب إلى مدن ( سوريا وغزة وبلاد فارس ) ودخلها وفتحها رغم حربه الشديد مع الملك ( دارويش الثالث ) والذي هزم وفرَّ إلى المجهول تاركاً زوجاته وبناته وأبنائه ، لكنَّ الإسكندر أكرمَ حالهم وتركهم وأبقى لهم سلالتهم الحاكمة وأنهم مستأنسين ، فقام وتزوجَ بإحدى نساء ( بلاد فارس ) وهي (روكسانا) ، وهذا ما أول عمل خالفه الإسكندر الأكبر ؛ بأنْ كسر قاعدة نشر السلالة المقدونية تجاه الأزمان واستهتاره بالمحافظةِ عليها .
ثمَّ انتقل إلى ضفاف نهر النيل وبنائه مدينة ( الإسكندريَّة ) والتي سُمِّيت باسمه آنذاكَ وجلس فيها ، بعد ذلك أعدَّ عدته وانتقل إلى مدينة بابل والتي سبق وأن تركها وهي تحت إمبراطوريته وجاب مرة أخرى يعيد ترتيب الأمصار والدول ، وهو يشعر بنشوةِ القوة والحكم العريق .
( كليتوس ) وهو أحد أقربَ الناس صداقةً إلى ( الإسكندر المقدوني ) وصاحبُ قوةٍ وسيطرة قتله ( الإسكندر المقدوني ) في حفلةٍ أسرف فيها ( الإسكندر ) من الشراب ، وكذلك استهتار ( كليتوس ) بإمبراطورية الإسكندر وأنه أقام إمبراطورياته العظمى عن طريق الجيش الخليط ، فما كان من ( الإسكندر المقدوني ) إلاَّ أن باغته وقام بطعنه طعنةً ندم عليها بعدها الإسكندر وعاش حياةً من القلق والإحباط فكل ذلك نتيجة إسرافهم في الشرب - ولا حول ولا قوة إلا بالله -، وهذا ما يعيبه عليه المؤرخون في ( الإسكندر الأكبر ) فهو رجل حرب وإمبراطورية ، وذكاء وإدارة بل وسياسة في إدارته لمملكته ؛ إلاَّ أنه يُسْرف في الشرب والبذخ ، وكذلك إقامته للحفلات والسهر على ذلك .
لكنَّ المؤرخون اتفقوا على أنه كان ذا حكمة فقد قام ( ببناءِ عالمٍ مبني على الأخوَّة بدمجِ الشرق بالغرب ) وقام بالإحسان إلى الشباب وأمرهم بالتزويجِ من الشرقيات وبالتحديد من النساء الفارسيَّات ، وألغى الديون وقام بتسديدها ، وهذا ما قويت شوكته ومحبَّته.
( بابل وبلاد فارس ) حيثُ يعتقد البعض أنه كان موضع موت ( الإسكندر المقدوني ) بل وحصلت انقسامات عديدة بين قادة جيشه حول دفن جثمانه بالولايات والأقاليم التي فتحها ، لكنَّ ( بطليموس ) وبعد مناوشات وحروب استطاع أن يقنع البعض من دفنه ، بالإسكندرية حيثُ موضع آلهة ( آمون -رع ) - وسوف أقوم بوضع حلقة خاصة عن آمون رع هذا بمشيئة الله تعالى - وكون أن ( الإسكندر المقدوني ) هو أحد الآلهة التي يزعمونها .
وبالفعل انتهت قصة هذا الإمبراطور العظيم ، والذي استطاع أن يتحدَّى الأزمان ويقارع الوقت في بناءِ الممالكَ والأمصار ، مع جيشٍ تختلف لغته ولهجته ، إنَّهُ بالفعل أحد القادة الذين يتمتعون بالتكتيك والإدارة ، واتخاذ الحزم بطريقة اللين .
وقبل أن أعِدَّ هذا الموضوع قمت بقراءة تاريخية عن هذا الإمبراطور ، وكيف استطاع أن يُنشئ هذه المساحات ، ويقف أمام التحديات ، وكذلك مما ساعده في نشوته هي الديانة الوثنية والفلسفة التي كان يعتنقها ، وذلك لمجاورته لأستاذه ومعلمه الخاص ( أرسطو ) ، والذي قام بتشويه وتلويث أفكاره وأنه لابد وأن يؤمن بكل شيء يقوده إلى تحقيق مآربه .
فالغريب أنَّ ( أرسطو ) قد تعلم من أستاذيه السابقين ( سقراط ) و( أفلاطون ) إلاَّ أنه خالف أمرهما واتجه إلى الوثنية والإلحاد والإعتقاد بعدم وجود خالق ، لكن الأستاذين ( سقراط وأفلاطون ) كانا موحدين بالله ، ويكتمونه في قرارة قلوبهم .
انتهت حلقة ( الإسكندر الأكبر ) ، الذي دخل التاريخ وكتبه وصفحاته ؛ حيث نصَّبَ نفسه أعظم إمبراطور على العصور .
..
( قصة الإسكندر الأكبر )
منقول وبتصرف من عدة مصادر
تاريخ مقدونيا - الإسكندرية - وكيبيديا
منقول وبتصرف من عدة مصادر
تاريخ مقدونيا - الإسكندرية - وكيبيديا
اسم الموضوع : دفتر الكشكول (3) .. الإسكندر الأكبر
|
المصدر : القصة والرواية