فريد بخيت

كاتب مميز
إنضم
25 أكتوبر 2009
المشاركات
198
مستوى التفاعل
0
الإقامة
قراءة القصص والروايات وتأليفها ، الخط العربي مزاول


عندما كنتُ طالباً بالصفِّ الرابع الابتدائي ، كنَّا ننتظرُ حصة ( التربية البدنية ) بفارغ الصبر ، حيثُ كنَّا نعد أيام الأسبوعِ سريعاً حتى تأتي هذه الحصَّة ، وجميعنا محفوفين بالسَّلامةِ والصِّحة ، حيثُ كانتْ هذه الحصَّة في يوم الثلاثاء والحصة الرابعة ، فتصوَّر كم كنا نريد يوم السبت هو يوم الثلاثاء ، بل وجميعُ أيامِ الأسبوع هو يوم الثلاثاء .

وأتى يوم الثلاثاء ولم يتخلَّف أحدٌ منَّا ، بل الجميع جاؤوا بكل ما تكلَّفتْ جيوب آبائهم من شراءِ الملابس الرياضيةِ الأنيقة ، وبالفعل كنَّا بساحةِ الملعب المدرسي ومصطفين ؛ حتى دخل علينا مدرساً جديداً لم نعهد أن رأيناه من قبل ، فأين معلمنا السَّابق ؟؟

بنظرة شاملةٍ وعابرة ، رمقنا المدرس الجديد جميعاً ثم أشار على أحدٍ من زملائي بسؤالٍ أعتبرناه غريباً
ماذا تعرف عن التربية البدنية ؟؟
كل الإجابات جاءت متقطعة وصامتة ، إلاَّ أنَّ واحداً من الطلاب ذكر وقال ( هي لعبة كرة القدم ) ، فنظر إليه المعلم بنظرة تنبئ عن خطأ في مفهومِ الإجابة ، لكنَّ المعلم قال ( ما اسم هذهِ الحصَّةٍ ؟ ) ، قلنا جميعاً ( التربية البدنية ) ثم قال ( وأين إذن كلمة كرة القدم ؟؟ ) ، عندها علمتُ بأنَّ هذا المفهوم واسِع ولا يقتصر على لعبةٍ محدَّدة .

مرَّتْ سنين التعليم وانقضتْ ، وعلمتُ أخيراً ومن خلالِ تقلباتنا الدراسية وفي مراحلها ، بأن ( مفهوم التربية البدنية ) أعمق وأشمل من مفهوم مزاولةِ لعبةٍ محددة ، بل ينبغي أن تكون الرياضةُ البدنيَّة جزءٌ من حياتنا ، المليئة بالروتين المميت ، والذي يؤدِّي بنا إلى تصلُّبٍ في حركاتنا ، بل وحتى في تفكيرنا .
نعم حتى التفكير يدخل ضمن هذا المفهوم ، فقبل أن نجهِّز لاعباً يزاول ألعاباً محددَّة ، لا بدَّ لنا من أن نُعِدَّه رياضياً وذهنيَّاً ، حيثُ تكونُ لديهِ توازناً بين مهاراته العضلية ومهاراته الفكرية ، فكما يقولون بأنَّ ( العقل السليم في الجسم السليم ) ، وبالفعل كنتُ أظنُّ بأنَّ هذه المقولة مبالغٌ فيها .

في إحدى مناسبات العيد والأفراح كنَّا نتناقشُ مع موجهٍ للتربية البدنية ، حيثُ أخذنا بالحديث حول هذا المفهوم ، وذكر لنا وقال بأنَّ الرياضة السليمة تبدأ ( من المدرسة إذا طُبِّقَتْ التطبيق الأمثل ) ، وبالفعل فالمدرسة هي ليست فقط تربية علمية وذهنية فقط ، بل هي تربيةٌ بدنية ، تُعطي الجسدَ الطاقةَ المثمرة ، والنتاج الطيب .
إلاَّ أنَّ ذلك الموجه ذكر وقال ( أنه عندما كان يأخذُ دوراتٍ في التربية البدنية وبالتحديد في مدينة سيدني بأستراليا ، رأى بأنَّ المدرسة هي اللبنة الأولى في تحديد مصير اللاعبين في مجالاتٍ عدة ، فقال بأنه يرى بأنَّ لاعب كرة القدم مثلاً المدرسة هي التي تُحدد هل سيكونُ لاعباً لكرة القدم أم غيرها كلاعبٍ لكرة الطائرة أو السلة أو أي رياضةٍ أخرى ، تُساهم في رفعٍ مستوى التطوُّر الرياضي للبلاد ) وأضاف قائلاً ( ليس الطالب أو الناشئ من يحدد مستقبله بأن يكون لاعباً لكرة قدم ، بل يبدأ بالمدرسة وبحصة التربية الرياضية ، ينمُّون فِكره بمفهوم الرياضة ويعلمونه كيف يحافظ على جسمٍ لياقي ومحافظ ، ثم يرسلونه إلى مدربٍ يهتمُّ بالبنية الرياضية والجسمية ، فيقوم بتحويله إلى الرياضة التي تناسب جسمه وعقله وتفكيره ) ..

فتأمَّلتُ إلى حالِ الشباب الرياضي لدينا وعامَّةً بأن المفهوم لديهم واحد هي ( لعبة كرة القدم ) ، وربما يجد من يحب لعبة القدم بأنه يستطيع أن يتفوَّق في رياضةٍ أخرى غير كرة القدم ، إلاَّ أن الإعلام استطاع أن يئِدَ كل الرياضات ، ويضع ( كرة القدم في القائمة الأولى من الاهتمامات ) لأنها هي الرياضة التي تناسب الجميع ، والعكسُ صحيح فالحبُّ الذي نجده في نفوسنا لكرة القدم هي من تأثير الإعلامِ علينا ، بل وربما نستطيع أن نكتشف سبَّاح ماهر ، أو لاعب سلَّةٍ بارع أو طائرة أو حتَّى كرة القدم نفسها ، أو إحدى رياضات الدفاعِ عن النفس وغيرها من الألعاب التي تناسب الجسد والعقل .

لذلك نجد أن فرقاً تفشل في كرةِ القدم ، رغم وجودِ مهاراتِ أفرادها ، لكن الأفراد يبرعون في المهاراتِ الحركيَّةِ فقط دون الذهنية والعقلية- بمعنى أنهم يُقلِّدون حركات فقط - ، لذلك تجد من يتصف بهذه الصفة تفكيره بطئ في التمرير أو استغلال كرة مرتدَّة ؛ لأن تفكيره بطئ اعتمد على الحركة دون الذهن ، فربما لو وضعناه في لعبة أخرى غير كرة القدم ، لوجدنا منه المهارة الحركية والتوافق الذهني ، لذلك نرى بعضاً من طلاَّبِ فريق المدرسة لكرة القدم يفشلون في مبارةٍ رغم وجود أغلب الطلاب الذين يُحبون هذه اللعبة ، فالمشكلة إذن هي أنَّ الطالب غير مهيَّأ لمزاولةِ رياضة كرةِ القدم وربَّما لا يْصلح لها تماماً ، وربما نجد في الفريق الواحد بضع طلاب يمتازون بتوافق عضلي وفكري ذهني ، فيبدأ مدير الفريق الطلابي بمعاقبة اللاعبين ، وهذا خطأٌ جسيم.

إذن فالمفهوم العام للتربية البدنية هي إيجاد جسمٍ رياضي متَّزن ، وعقلاً وفكراً مناسباً يساهم في بناءِ الجسد والتوافق العقلي ، ولسْتُ ممن يتحدَّث عن الرياضة لكنَّ الواقع يقول كذا ، والمشاهد يرى ذلك ، والمشكلة تكمن في أنَّ هناكَ أشخاصاً لا يحبون ممارسة رياضةٍ محددة ، إلاَّ أنهم يُقابلون بالنقدِ وأنهم كُسالى ، وهذه هي المشكلة فالذهن لا يفهم هذه اللعبة ولا يستطيع أن يوافقها ، فربما لو استطاع مزاولة لعبةٍ أخرى لوجدنا الاختلاف الكثير والتألق.

إذنْ فعلينا أن نُفهم الجيل ما حقيقة ( المفهوم الرياضي ) وما مفهومه العام ولا نُحِد من الإجابة على أنها مزاولة لعبةٍ محددة ، إنما هي رياضة عامة يعتادُ عليها الجسم ، فيظْهر النشاط والقوة ، وبعدها نبدأ برؤية إمكانيَّاتِ هذا الجسم في مزاولةِ الرياضة التي تناسبه ( حركيَّاً وعقليَّاً ) .

أتمنى بأن يُثري هذا الموضوع ( الأعضاء والمشرفين ) المتميزين في هذا المجالِ ؛ المجال الرياضي حتى نقوم بتوضيح الفكرة أكثر ، وهذا ليس بغريب على هذا المنتدى فالمنتدى يمتازُ بوجودِ مشاركين وأعضاء حتى في المجالِ الرياضي ، يقدم الخبرة والمشاركة المتميِّزة .
 
اسم الموضوع : مفهوم التربية البدنية | المصدر : عالم الرياضة

همي رضى ربى

مراقبة قسم النثر والشعر
إنضم
11 أكتوبر 2009
المشاركات
1,311
مستوى التفاعل
0
الإقامة
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
التربيه البدنيه بعتقادي انها تشمل جميع انواع الرياضه

أين كان نوعها والعقل في طريقة التفكير والفهم

العقل السليم في الجسم السليم بهذا يكون البدن قادر على اللياقه البدنيه

هذا من معلوماتي البسيطه قدتكون خاطئه ود تكون صحيحه

يعطيك العافيه
 

فريد بخيت

كاتب مميز
إنضم
25 أكتوبر 2009
المشاركات
198
مستوى التفاعل
0
الإقامة
قراءة القصص والروايات وتأليفها ، الخط العربي مزاول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احاسيس دافئه
التربيه البدنيه بعتقادي انها تشمل جميع انواع الرياضه

أين كان نوعها والعقل في طريقة التفكير والفهم

العقل السليم في الجسم السليم بهذا يكون البدن قادر على اللياقه البدنيه

هذا من معلوماتي البسيطه قدتكون خاطئه ود تكون صحيحه

يعطيك العافيه



وهذا ما كنْتُ أقصده من مقالتي هذه أخت ( أحاسيس دافئة ) ..
فمعنى التربية البدنية بأن ( نُعوِّد البدن أو الجسم على الاستعداد الحركي وبعثِ النشاط الرياضي ، مع استخدامِ العقل وتنميته ) ؛ حتَّى نستطيع من تكوينِ ( جيل رياضي ) نستطيع تحديده لأي رياضة يستطيع أن يمارسها بكل سهولة ويُسْر .

سُررتُ بوجودِكِ ، وتوضيحِكِ لما قرأتيه بأسطرٍ جميلة ، وأتمنى لك دوام التوفيق .
 

أبوباسم

مراقب سابق
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
4,809
مستوى التفاعل
0
البدن معروف أنه الجسد
وحيث تم ارتباطه بالتربية لحاجة هذا الجسد إلى اهتمام وعناية لتنشئته صحيا سليما
وصحيح أن التربية البدنية لا تقتصر ع لعبة كرة القدم فحسب
لأن الجسم يحتاج إلى مهارات حركية متنوعة...

أخي فريد بخيت،،،جميلة ماسطرتها أناملك جمّل الله حياتك كلها
تقبل حضوري المتواضع
ولك فائق احترامي وتقديري
 

فريد بخيت

كاتب مميز
إنضم
25 أكتوبر 2009
المشاركات
198
مستوى التفاعل
0
الإقامة
قراءة القصص والروايات وتأليفها ، الخط العربي مزاول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوباسم
البدن معروف أنه الجسد

وحيث تم ارتباطه بالتربية لحاجة هذا الجسد إلى اهتمام وعناية لتنشئته صحيا سليما
وصحيح أن التربية البدنية لا تقتصر ع لعبة كرة القدم فحسب
لأن الجسم يحتاج إلى مهارات حركية متنوعة...



حقيقةً أخي الكريم ( أبو باسم )
فعندما أرى مروركَ على صفحتي فعندها سأعلم بأنني ، سأرى إضافةً رائعة ، تنمُّ عن وعيٍ ثقافي غزير .
وبالفعل كما ذكرت ( فالبدن تم ارتباطه بالتربية ) ، فكل رياضاتِ العالم المختلفة لا بدَّ أن يكونَ لها أساسٌ من التربية ، وغرسٌ لمبادئها ، فمن البذرةِ الأولى سواءًا ( المدرسة ، أو المجتمع المحيطِ بالناشئ ) تكونُ اللبنة الأولى لإيجادِ بدنٍ متناسق ، وجسمٍ متأهِّلٍ يُستفادُ منه مستقبلاً .

إضافةٌ رائعة منك أخي الكريم ، حول أهمية الارتباط بين التربية والبدن ، مما جعل الموضوع يثري نفسه إيجابيَّاً .
دمتَ بخيرٍ وفي حفظِ الرحمن .
 
أعلى