ناجون من الإعصار في منطقة لابوتا ينتظرون وصول المساعدات (الفرنسية)
سجلت سلطات ميانمار ارتفاعا طفيفا في حصيلة ضحايا الإعصار نرجس الذي ضرب جنوبي البلاد مطلع الأسبوع، وبلغ عدد القتلى نحو 23 ألفا وتجاوز عدد المفقودين 42 ألفا وفق التلفزيون الرسمي.
ولا يزال إحصاء الخسائر البشرية وأضرار الإعصار متعذرا، فيما تخشى المنظمات غير الحكومية داخل البلاد والأمم المتحدة من ارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير يتجاوز التوقعات مع تكشف حجم الكارثة واستمرار البحث عن ناجين وانتشال الجثث.
وتتزايد الدعوات في أنحاء العالم لتسمح سلطات ميانمار لموظفي الإغاثة الأجانب بدخول بلادها، خاصة وأن المساعدات تصل إلى المنكوبين الذين تجاوز عددهم المليون بكميات ضئيلة وببطء حتى الآن.
ورغم الترحيب بقرار المجلس العسكري الحاكم موافقته على استقبال طائرة للأمم المتحدة تحمل مساعدات عاجلة للمتضررين، فإن الأمين العام للمنظمة الدولية دعا سلطات ميانمار -بالنظر إلى فداحة الكارثة- إلى تسهيل وصول فرق الإغاثة الدولية ودخول المساعدات بكل الوسائل الممكنة.
وسعيا لتسريع وصول المساعدات، أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أن بلاده تسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي "يفرض" على حكومة ميانمار العسكرية السماح بوصول المساعدات الدولية إلى ضحايا الإعصار نرجس.
ويسمح تفعيل بند "مسؤولية الحماية" ضمن "مبدأ التدخل الإنساني" وصول المساعدات إلى منكوبي الكوارث دون موافقة الحكومات.
قتلى ومشردون
المساعدات تصل ببطء (الأوروبية)
وقد أعربت منظمة (أنقذوا الأطفال) غير الحكومية -وهي إحدى المنظمات القليلة التي سمح لها بدخول ميانمار عن اعتقادها أن نحو
40% من القتلى والمفقودين جراء الإعصار هم من الأطفال.
وأشارت المنظمة إلى أنها تتوقع أن يكون عدد القتلى أكبر بكثير مما أعلن حتى الآن، إذ توقعت المنظمة الإنسانية أمس مصرع خمسين ألفا.
المساعدات تصل ببطء (الأوروبية...
واعتبر مدير المنظمة أندرو كيركوود أن عمليات الإغاثة في سباق مع الزمن للعناية بالناجين، وأكد الحاجة إلى مساعدات ملحة للوصول إلى الأطفال والعائلات الناجية.
وأشار "نعلم أن بعض المناطق لا تزال مغمورة بالمياه المالحة. والبعض ليس لديهم مياه للشرب أو غذاء. وإذا لم تصل المساعدات إلى مثل هذه المناطق، فإن عدد القتلى قد يرتفع". مضيفا "هناك الملايين من المشردين. ولكن كم مليونا؟ لا نعرف".
من جانبه شدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على ضرورة التحرك بصورة عاجلة "وإجراء تقييم ميداني للوضع قبل أن يقلى الآلاف من المنكوبين حتفهم". كما تسود مخاوف من أن يؤدي تأخر وصول المساعدات إلى تفشي الأوبئة والأمراض.
من جانبه أوضح ريتشارد هورسي المتحدث الرسمي باسم مكتب الأمم المتحدة في بانكوك أن تقديرات المنظمة الدولية تشير إلى أن مليون نسمة باتوا بلا مأوى بسبب إعصار نرجس، لافتا إلى أن ما يقارب خمسة آلاف كيلومتر مربع لا تزال غارقة تحت الماء في دلتا إيراودادي أكثر المناطق تضررا.
صور من الكارثة
وقد بدأ آلاف الناجين من إعصار نرجس يصلون إلى بلدة لابوتا الفقيرة جنوب غرب ميانمار حيث يجوبون شوارعها طلبا للطعام والماء بعد أيام من الترحال عبر المياه التي غمرت مئات الجثث، قادمين من المناطق المنكوبة التي محا فيها الإعصار العديد من القرى.
وبدت أفواج الناجين تصل مع انحسار المياه في بعض المناطق عن مشاهد الموت والخراب، وقال أحد سكان البلدة "نحن غير قادرين على النوم لأننا نسمع أصوات أناس يصرخون في الليل. ربما يكونون أشباح القرويين الموتى".
وفي جنوب العاصمة الاقتصادية رانغون حيث يعيش ثلاثمائة ألف نسمة، دمر الإعصار مناطق بأكملها. وقدرت فرق أطباء بلا حدود العاملة ميدانيا حجم الدمار بـ80% وبعض المناطق تغمرها المياه حتى ارتفاع متر في منطقتي دالا وتوانتي وفق المعلومات الأولية.