أبو عامر الأركاني

:: عضو جديد ::
إنضم
17 يوليو 2008
المشاركات
47
مستوى التفاعل
0
الإقامة
العمل بالقرآن الكريم والسنة الشريفة باعتدال .. يحب

[font=&quot]الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا .. أحمده سبحانه ، وأشكره على نعمه العظمى وآلائه الكبرى .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله .. ترك أمته على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .. لا خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه .. فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه الأكرمين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد :[/font]

[font=&quot]أيها المسلمون ، اتقوا الله ربكم حق تقاته ؛ فإن تقواه هي الحصن الحصين من المخاوف ، والدرع الواقي من المهالك من اتصف بها حقا وصدقا وعمل بمقتضاها ؛ طاعة لله وإخلاصا جعل الله له فرقانا يفرق به بين الهدى والضلال والغي والرشاد .. (( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم [/font][font=&quot] [/font][font=&quot])) .. [/font]

[font=&quot]نعم ، إن تقوى الله مصدر كل صلاح ، وإنها سبيل السعادة في الحياة الدنيا : (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون [/font][font=&quot](( [/font][font=&quot]. [/font]

[font=&quot]وإن من أمارة تحقيق التقوى والاتصاف بها ظاهرا وباطنا التمسك بكتاب الله الكريم ، والسير على هدي الرسول الأمين صلوات الله وسلامه عليه وما كان عليه صحابته الأكرمون في الاعتقاد والعمل .. فلقد كانوا رضوان الله عليهم أجمعين على الصراط المستقيم .. يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهداهم فإنهم كانوا على الهدي المستقيم ) ، ولقد سار من بعدهم من سلف هذه الأمة من التابعين وأئمة الإسلام المشهورين وعلمائه البصيرين عبر عصور الإسلام المختلفة على ذلك الهدي القويم ، والمسلك الرشيد الذي هدى إليه القرآن الكريم ، ووجه إليه النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه .. [/font]

[font=&quot]فالنلزم بذلك المنهج من غير تفريط أو تقصير ولا إفراط أو غلو فإن كلا هذين المسلكين غير سديد بل انحراف عن جادة الحق والصواب ؛ ذلك أن منهج الإسلام الصحيح يقوم على الوسطية والاعتدال وتلك فضيلة تميزت بها شريعة الإسلام الحنيفة السمحة ، وهو الحق والعدل الذي يجب أن يسلك فلا جفاء للدين ولا غلو فيه .. يقول العلامة ابن القيم رحمه الله : ( فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان إما إلى تفريط وإضاعة ، وإما إلى إفراط وغلو ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه .. كالوادي بين الجبلين ، والهدى بين ضلالتين ، والوسط بين طرفين ذميمين .. فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له ، فالغالي فيه مضيع له هذا بتقصيره عن الحد وهذا بتجاوزه الحد ) . [/font]

[font=&quot]إن دين الإسلام وهو دين الوسطية والاعتدال بريء من الانحراف وأهله .. سواء الجانح منهم إلى التفريط والتقصير أو الجانح إلى الإفراط والغلو .. فلقد ذم الله المعرضين عن الحق المتبعين للأهواء والشهوات المرتكبين لما حرم الله ونهى عنه من كبائر الإثم والفواحش وتوعدهم سبحانه بالعقاب الشديد والعذاب الأليم يقول عز وجل : (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى )) ، وقال عز شأنه : [/font][font=&quot]))[/font][font=&quot] فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا )) ، كما ذم الحق سبحانه الغالين في الدين المجاوزين للحدود الشرعية يقول سبحانه : [/font][font=&quot]))[/font][font=&quot] تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون )) ، وجاء في التنزيل الكريم الأمر بالاستقامة على طاعة الله ولزوم أمره والتحذير من الطغيان والغلو والزيادة .. كما قال عز وجل : (( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير [/font][font=&quot](([/font][font=&quot] ، فهدي الإسلام الصحيح بعيد عن الغلو والتنطع والتجاوز لحدود الله وإن حمل عليه رغبة في الخير ومحبة للدين إلا أنه عمل غير رشيد ، ومنهج غير سديد لمخالفته ما جاء به الكتاب العزيز ، وما دعا إليه رسول رب العالمين .. وهما الميزان لصحة المنهج وسلامة المعتقد وصواب العمل كما قال عليه الصلاة والسلام : « تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي » .[/font]

[font=&quot]ولقد جاء التحذير من الغلو في الدين والتنطع فيه مقرونا بالوعيد الشديد لفاعله على لسان رسول الهدى فيما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون » قال الإمام النووي رحمه الله في بيان معنى الحديث : ( أي المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم ) .. [/font]

[font=&quot]وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة بتصيح الألباني عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو » .[/font]

[font=&quot]أيها المسلمون ، إن المستقرئ للتاريخ يدرك أنه ما حصل من انحرافات عقدية أو عملية من بعض الأفراد والطوائف الإسلامية منذ العصور الإسلامية الأولى إلى وقتنا هذا لا سيما ما حصل من الخوارج ومن تأثره بهم وما كان لتلك المعتقدات المخالفة لمنهج الحق من الأثر السيئ في الأمة إلا بسبب الغلو في الدين والتجاوز لحدوده وعدم فهم النصوص الشرعية على الوجه الصحيح كما فهمها سلف هذه الأمة .. [/font]

[font=&quot]ولقد وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخوارج بكثرة العبادة والمبالغة في الطاعة إلا أن هذا لم يكن دليلا على صحة منهجهم وسلامة معتقدهم بل أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتالهم درءا للأمة عن أضرارهم .. روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في وصف الخوارج : « يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة » ، قال الإمام النووي رحمه الله تعليقا على قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم » المراد أنهم ليس لهم فيه حظ إلا مروره على ألسنتهم فلا يصل إلى حلوقهم فضلا عن أن يصل إلى قلوبهم فالغلو في الديانة هو الذي أوردهم المهالك ، وأوقعهم في الردى ، وألحق بالأمة أضرارا عظمى ، ومفاسد كبرى أشار إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله في وصفهم : يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية إن هذا الانحراف العقدي من أكبر الأسباب التي أدت إلى نشوء الفتن بين المسلمين عبر عصور الإسلام المختلفة ، وهو الذي بدد وحدتهم وأودى بالأمة إلى التفرق والاختلاف والنزاع والشقاق وعدم الوئام بين القادة والشعوب حتى تسلط عليهم الأعداء الذين يكيدون لهم المكائد ويتربصون بهم الدوائر لا سيما ما يحدث في عصرنا الحاضر من تسلط قوى الشر والعدوان على الإسلام وأهله واستيلائهم على بعض بلاد الإسلام وخيراتهم .. [/font]

[font=&quot]وكثير من مقدراتهم واستباحة حرماتها .. فكم من شعوب مسلمة أزهقت أرواحها واستبيحت محرماتها وشردت عن أوطانها وأذيقت أنواعا من الظلم وأصنافا من الاضطهاد دون أن يكون للمسلمين ردود فعل مؤثرة .. [/font]

[font=&quot]أيها المسلمون ، إنه لا منقذ لأمة الإسلام مما هي فيه من ضعف وهوان واختلاف إلا بالعودة الصادقة إلى الإسلام الصحيح واستلهام عقائده الصحيحة ومبادئه الحقة أفرادًا وشعوبًا وحكومات حتى تجتمع كلمة الأمة فتقوى بذلك شوكتها ويكون حقها بين الأمم محفوظا وجانبها بين الدول مرهوبا [/font][font=&quot]))[/font][font=&quot] ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز [/font][font=&quot](([/font][font=&quot] . [/font]

[font=&quot]أمة الإسلام ، فاتقوا الله ، واعتصموا بحبل الله ، وتمسكوا بهدي نبيكم ففيهما العصمة من الضلالة والسلامة من الانحراف والغواية .. [/font]

[font=&quot]ولنتق الله في أنفسنا وأمتنا ولنسلك سبيل المتقين دون جنوح إلى الإفراط أو التفريط ، ونستعن على فهم منهج السلف الصالح بأخذ العلم من منابعه الصافية ومصادره المعتمدة لأئمة الإسلام المعتبرين والتلقي للعلوم الشرعية عن العلماء الراسخين والفقهاء البصيرين الذين عرفوا بالعلم النافع والعمل الصالح .. [/font]

[font=&quot]أمة الإسلام ، ولنحذر الأفكار المنحرفة والاتجاهات المشبوهة ، وإن تظاهر أصحابها بمظهر النصح وإرادة الخير فالخير كل الخير في اتباع ما كان عليه السلف الصالح من الاعتقاد والعمل ومن سار على هديهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين (( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب )) .[/font]

[font=&quot]أيها المسلمون ، اتقوا الله ربكم لعلكم تفلحون ، والتزموا بشرع الله ودينه واحذروا الإعراض عن طاعة الله ورسوله والتهاون والتقصير فيما أوجب الشارع عليكم من الواجبات فإن ذلك موجب لغضب الرب سبحانه وسخطه وحلول عقابه .. وعليكم بالاستقامة على نهج الله القويم دون مبالغة أو تشديد ، فإن التشديد على النفس والمبالغة والتنطع في الاعتقاد أو العمل ليس مقياسا لصحة الديانة وسلامة المعتقد بل إن التشديد في ذلك ضرب من ضروب الغلو في الدين نهى عنه الدين الحنيف ، وأبان عليه الصلاة والسلام أن عاقبه صاحبه إلى الانقطاع وأنه ما من مشاد لهذا الدين إلا ويغلب .. وينقطع روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحدا إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا وأستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة » . [/font]

[font=&quot]قال الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله : والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع ، وقال الإمام ابن رجب والتسديد العمل بالسداد وهو القصد والتوسط في العبادة فلا يقصر فيما أمر به ولا يتحمل منها ما لا يطيقه ..[/font]

[font=&quot] [/font][font=&quot]هذا ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ..[/font]

 

أيوب قربان

مراقب سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
800
مستوى التفاعل
0
العمر
37
الإقامة
تصميم/ جرافك ، مواقع ، منتديات ،
جزاك الله خيرا أخي الغالي أبو عامر الأركاني
وأسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتك
بصراحة استمتعنا بطرحك الرائع
ونتمنى بل ونطمع منك المزيد بمثل هذه الطروحات القيمة
وأسأل الله أن يوفقنا وإياك بمافيه من خير وصلاح
 

ابوحمد

مراقب قسم عالم الرياضة
إنضم
8 أكتوبر 2009
المشاركات
4,518
مستوى التفاعل
0
الإقامة
تعارف _كرة قدم _سباحة
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه


[URL=http://www.sa2host.info/][/URL]
url%5D
 
أعلى