السعودية.. الكبار في السن يحققون أحلام الصغيرات في الزواج المستقر ..
الرياض - حنان الزير
اتجهت بعض الفتيات السعوديات مؤخرا، وخاصة من هن في عمر المراهقة، للزواج من كبار السن أو المتزوجين، ويبررن ذلك في الرغبة بتوفير حياة مادية جيدة وتأمين استقرار عاطفي.
وفي هذا المنحى تقول منى .ع (16)عاما لـ"لعربية.نت" إنها تشعر بالسعادة لارتباطها مع زوج يبلغ من العمر 66 عاما رغم أن ترتيبها الثالثة في قائمة زوجاته، مضيفة أن هذا هو حلمها لقناعتها، أن الزواج من رجل مسن ومتزوج بأخريات حقق لها أحلامها في السعادة والاستقرار.
أما خلود (19) سنة والتي تستعد هذه الأيام للزواج من شاب له زوجة لم تنجب أطفالا، فتعزو سبب قبولها للزواج منه في عدم قدرتها الحصول على عمل بعد انتهاء تعليمها الثانوي "وعندما تقدم خطيبي الحالي لي، رفضت في بادئ الأمر لكون زوجته صديقتي، ولكن أمام إلحاح الزوجة ووالدتها قبلت أن أكون الزوجة الثانية، وخاصة بعد أن أخبرتني أختي الكبرى أنها سعيدة مع زوجها المتزوج من أخرى".
وقررت هالة ( 17) الزواج من رجل متزوج مما حدا بها للجوء إلى إحدى الخاطبات في مدينة الرياض لمساعدتها، بعد أن اشترطت أن يكون صاحب مركز مرموق "ولا مانع إن كان لديه أطفال" وتردف هالة "الزواج عند الفتاة يعد مصيريا فإذا أخطأت في الاختيار ندمت طول عمرها".
وذكرت سلمى (18) سنة الطالبة في المرحلة الثانوية أنها تفضل الزواج من متزوج، لأن ذلك يعد حسب رأيها نوعا من التحدي مع الزوجة السابقة" فالزوجة الثانية ستحاول تفادي الخلافات والأخطاء التي وقعت بها الزوجة الأولى، كما أن الزوج عندما يتزوج فتاة في العشرينات من العمر لم يسبق لها الزواج، فانها حتما ستظفر بتدليل الزوج لها وتلبية طلباتها".
أما حنان (20) سنة فقالت "جميع اخواتي 5 تزوجن من رجال متزوجين، وهن يعشن الآن في سعادة، لذلك لا أجد مانعا أن أطالب به وأسعى إليه فهناك الكثير من الفتيات رفضن ذلك الزواج وهم الآن يحملن لقب عانس أو مطلقة".
الخاطبة أم عبد العزيز أشارات إلى أن هناك بعض لا يجدن مانعا في كونهن الثالثة أو الرابعة، وقد انتشر ذلك في الآونة الأخيرة انتشارا كبيرا، مشيرة إلى أن ذلك ربما عائد إلى الخوف من شبح العنوسة الذي أصبح هاجس بعض الفتيات في السعودية بالإضافة إلى ما يضمنه ذلك الزواج من استقرار للفتاة.
أما الخاطبة أم ناصر فتؤكد أن الفتاة الصغيرة تلجأ للزواج في بعض الأحيان كمهرب من واقع عائلي مرير أو لتحقيق أحلام عجزت الأسرة عن تحقيقها، وتضيف أم ناصر "الغريب أن نتلقى اتصالات وطلبات من أمهات لبناتهن للبحث عن عريس متزوج سواء أكان زواج طبيعي أو حتى زواج مسيار".
من جهتها شددت الأخصائية النفسية غادة قطاني على أن "لكل فتاة متطلبات واحتياجات نفسية واجتماعية من حقها البحث عنها دون التسبب في إلحاق الضرر بالآخرين، لكن قد تلجأ بعض الفتيات إلى أسهل الطرق فترضى أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة حتى لو كان ذلك الزوج طاعنا في السن". ونوهت قطاني إلى خطأ تربوي ينتشر في المجتع يقوم على مبدأ أن الزواج أساس أشياء كثيرة في الحياة وبدونه، قد لا تنعم الفتاة بالسعادة "فبمجرد دخول الفتاة أبواب العشرين يتجه محور تفكير الأسرة إلى كيفية تزويج ابنتهم - وان كان غير مناسب- حتى لا يلحق بالبنت مسمى عانس".
وأكدت قطاني أن الزواج من رجل كبير أو متزوج له جوانب سلبية وإيجابية "فعلى سبيل المثال يسعى الرجل في الزواج الثاني إلى تفادي مشكلات الزواج الأول ويكون أبقى عليه لتحقيق النجاح الذي يصبوا إليه والذي فقده سابقا والرجل بطبعه يحب الرعاية والاهتمام، فكيف إذا كان سيلقى ذلك الاهتمام من سيدتين أو أكثر"، وتردف قطاني "ومن الإيجابيات التي تراها بعض الفتيات أن فكرة الزوجة الثانية أكثر راحة ويقصدن بذلك أنهن لا يردن أزواج متفرغين لهن، ويحبذن أن يكن لديهن فترات إجازات من الزوج ومسؤولياته، كما أن بعضهن لا يردن الإنجاب أو غير قادرات عليه فيبحثن عن رجال متزوجين ولديهم أطفال".
أما سلبيات التعدد فتردها قطاني إلى "أن كل إنسان لديه غريزة التملك والغيرة، وبالتالي فإن فكرة التعدد يكون لها تأثيرات غير جيدة، على الصعيد النفسي للزوجة الأولى من خلالها شعورها بالقهر والقلق واضطراب المزاج والاكتئاب لدرجة اللجوء إلى العيادات النفسية، أما الزوجة الثانية فغالبا ما يكون قرارها بناءا على رغبتها وتتحمل نتيجته وظروفه ونفس الكلام ينطبق على الرجل"
العربين نت..http://www.alarabiya.net/articles/2004/07/01/4733.html