إستأثر الله تبارك وتعالى وحده بقضية الأرزاق ،
فلا دخل فيها لملَك من الملائكة ولا لنبي من الأنبياء ولا لولي من الأولياء،
لأن الله جل جلاله يرزق عباده وفق علمه وحكمته وقدرته وتدبيره وإرادته،ونبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله: (إن الله قدر المقادير قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)، ومن هذه المقادير قضية الرزق، فهي مقدرة للإنسان قبل أن يُخلق، بل قبل أن تخلق السموات والأرض , وهنا قصة جميله لرجل قطع مسافات طويله باحثاً عن الرزق ليجد ما لم يخطر بباله وسبحان الرزاق وتقول
القصه :
قال أبو الربيع سليمان بن داوود كان في جوار القاضي رجل انتشرت عنه حكايه وظهر في يده مال
جليل بعد فقر طويل فسألته عن الحكايه فأطرق طويلاً ثم حدثني فقال :
جليل بعد فقر طويل فسألته عن الحكايه فأطرق طويلاً ثم حدثني فقال :
ورثت مالاً جزيلاً وكنت مبذراً فأسرعت في إتلافه وأتلفته حتى أنهيت بيع أبواب داري وسقوفها ولم يبقَ لي حيله وبقيت مدّه لا قوت لي إلا من بيع والدتي مما تغزله وتطعمني وتأكل منه فتمنيت الموت فرأيت ليله في منامي قائلاً يقول لي غِناك بمصر فاخرج إليها فبكّرت إلى دار القاضي وتوسلت إليه بالجوار وبالخدمه وكان أبي قد خدمه أياماً وسألته أن يزودني كتاباً إلى مصر لأتصرف فيها ففعل وخرجت فلما دخلت مصر أوصلت الكتاب وسألت التصرف فسدَّ الله علي باب الرزق حتى لم أظفر بشيء ولا لاح لي شغل ونفدت نفقتي فبقيت متفكراً في أن أسأل الناس فلم أستبح المسأله ولم يحملني الجوع عليها وأنا ممتنع إلى أن مضى من الليل صدر صالح وأنا أمشي ولا أدري ماذا أفعل ولا إلى أين أذهب فلقيني الطائف فقبض علي ووجدني غريباً فأنكر حالي فسألني فقلت رجلٌ ضيف فلم يصدقني وظن بأنني لص وبطحني وضربني مقارع فصحت وقلت أنا أصدُقك فقال هات فقصصت عليه قصتي من أولها إلى آخرها وحديث المنام فقال ما رأيت أحمق منك والله لقد رأيت منذ كذا وكذا سنه في النوم كأن رجلاً يقول لي ببغداد في الشارع الفلاني في المحله الفلانيه فذكر شارعي ومحلتي وأصغيت فأتم الشرطي الحديث فقال دار يقال لها دار فلان فذكر داري وأسمي وقال إن فيها بستان وفيه سدره مدفون تحتها ثلاثون ألف دينار فامضِ وخذها فما فكرت في هذا الحديث ولا التفت إليه وأنت يا أحمق فارقت وطنك وجئت إلى مصر بسبب منام فقوي قلبي وأطلقني الشرطي فبتُّ في المسجد وخرجت من الغد من مصر وقدمتُ بغداد فقلعتُ السدره فوجدت تحتها جراباً فيه ثلاثون ألف دينار فأخذتها وأمسكت يدي ودبرت أمري وأنا أعيش من تلك الدنانير ومن فضل ما ابتعته منها من ضياع وعقار إلى الآن .
اسم الموضوع : الرزق يعرف عنوانك وأنت لا تعرف عنوانه
|
المصدر : القصة والرواية