أمة الله

:: عضو جديد ::
إنضم
19 يناير 2010
المشاركات
29
مستوى التفاعل
0
الإقامة
القراءة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ...
كثير من الناس لا يفقهون معنى أحاديث الغربة إلا أن الإسلام سيعود غريباً، وأن هذا الأمر عذرٌ لهم في القعود، وعذر لهم في ترك العمل، وعذر لهم في ترك الجهاد، ولا يفقهون، ولا يطمعون؛ أن يكونوا من الغرباء من الذين يأمرون بالقسط من الناس، فيعصيهم من يعصيهم ويطيعهم من يطيعهم.. من الموعودين بطوبى: وهي الخير الكثير الطيب المبارك في الحياة الدنيا بالتوفيق والتسديد والتصبير والتثبيت، وفي الآخرة بشجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها...فمن هم الغرباء حتى نسعى أن نكون منهم ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء قيل : ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : الذين يحيون سنتي ويعلمونها الناس) وفي رواية أخرى : ( الذين إذا فسد الناس صلحوا )
فيا إخوتي اسألوا الله من فضله أن يجعلنا من أولئك الغرباء و نخرج جيلا يزيدون يوم ينقص الناس ويصلحون يوم يفسدوا الناس و أبشروا فأنتم في خير الزمان !
فهناك فضائل تتعلق بآخر الزمان.. منها: قوله عليه الصلاة والسلام، {أمتي كالغيث، أو مثل أمتي كمثل المطر لا يُدرى أوله خيرٌ أم آخره} إن هذا لا يعني أن آخر الأمة كأولها في الفضيلة سواء بسواء، فأول هذه الأمة أفضل -بلا شك- ولكنه إشارة إلى فضيلة آخر هذه الأمة، وأنها -أحياناً- تشبه أولها في الفضل.. ،ففي آخر هذه الأمة رجال أفاضل ،الأشاوس الذين يقتلون الدجال مع المهدي ، وعيسى بن مريم عليه السلام ، وأولئك الأبطال الذين يفتحون بيت المقدس، وأولئك الفرسان الذين يقتحمون القسطنطينية، فمن رآهم ورأى فضائلهم، وإشادة النبي صلى الله عليه وسلم بهم تذكرَ قوله: {أمتي كالغيث لا يُدرى أوله خيرٌ أم آخره} فهو كقول الإنسان: هذا الثوب أفضله أعلاه أم أسفله مع أنه يدري أن أعلاه أفضل؛ لكنه يقصد الإشارة إلى أن أسفل هذا الثوب -أيضاً- نظيفٌ وجميل وحسن. ومن ذلك -أيضاً- ما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: {من أشد أمتي لي حباً ناسٌ يكونون بعدي يودُ أحدهم لو رآني بأهله وماله}، فهؤلاء الناس الذين أحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ود الواحد منهم أن يكون رأى الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى لو اقتضى ذلك أن يتخلى عن أهله وماله؛ لشدة محبتهم له، فهؤلاء: من أشد أمته حباً له، ومن أفضل أمته عليه الصلاة والسلام، فلو قارنت هؤلاء بأقوام عاشوا معه صلى الله عليه وسلم.. فما نشطوا بصحبته، وما ذهبوا إليه، وربما أسلموا وبقوا في قبائلهم، وبقوا في ديارهم، وربما جلسوا معه ثم غادروه بعد ذلك.. فلم يقتبسوا منه علماً، ولم يرووا من حديثه، ولم يهاجروا معه، ولم يجاهدوا معه، ولم يحجوا معه، ولم يشهدوا معه المشاهد؛ لأدركت أن في آخر هذه الأمة فضلاً كثيراً، كما هو في أولها، ومن ذلك ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: {السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنّا رأينا إخواننا، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟! قال: أنتم أصحابي، وإخواني هم الذين لم يأتوا بعد، قالوا: يا رسول الله، كيف تعرف من لم يأتِ بعد من أمتك؟! قال عليه الصلاة والسلام: أرأيتم لو أن رجلاً له خيل غُرٌ محجلة بين ظهري خيل دُهْم بُهْم ألا يعرف خيله؟! قالوا: بلى، قال: فكذلك هم، يأتون يوم القيامة غُراً محجلين من أثر الوضوء، قال: وأنا فرطهم على الحوض ولَيُذاد رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، فأقول: ألا هلم ألا هلم، أناديهم، فيقال: إنهم قد غيروا -أو قد بدلوا- بعدك، فأقول: سحقاً سحقا} فهذا دليلٌ على أن النبي صلى الله عليه وسلم تمنى أن يكون رأى من لم يأتِ من أمته من الأخيار والصالحين، وأهل الوضوء، وأهل الصلوات، وأهل الذكر، وأهل الصدق ، وأهل التسبيح، وأهل الجهاد، وأهل الصبر، وأهل الصدقة، حسبهم شرفاً وفخراً أن النبي صلى الله عليه وسلم تمنى أن يكون رآهم: {وددت أنّا رأينا إخواننا} وحسبهم شرفاً أن النبي صلى الله عليه وسلم وسَمَهم بوسم الأخوة، فهم إخوة النبي صلى الله عليه وسلم، وإخوة أصحابه رضوان الله عليهم في الإسلام والتوحيد والإتباع، الذي جمعهم عليه جميعاً. وفي حديث آخر، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم، وقال: { للصابر منهم أجر خمسين، قالوا: أمنا يا رسول الله، أم منهم؟ قال: بل منكم } فذكر أن المؤمن من آخر هذه الأمة إذا عمل عملاً أُجِرَ عليه أجر خمسين من الصحابة لو عملوا العمل ذاته.. فإذا تصدق بصدقة ضوعفت له خمسين ضعفاً عما يكتب للصحابي -مثلاً- لو تصدق بالصدقة ذاتها، وإن كان الصحابة يتميزون بفضل الصحبة، وأنهم قد اقتربوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحبوا أنفاسه، ورأوا وجهه الشريف الطاهر المنور، وسمعوا الوحي من فمه، وجاهدوا معه وصبروا، كما قال الله عز وجل: (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) ، فلهم جميعاً فضل الصحبة، ولكن من جاء بعدهم فإنه يضاعف له الأجر، وإن قلت أعماله بالقياس إلى أعمال الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم (ذلِك فضلُ الله يؤتيه من يشاءُ) ، ومن ذلك حديث أبي عنبة الخولاني وهو ممن صلى إلى القبلتين، وشرب الدم في الجاهلية أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {لا يزال الله تعالى يغرس في الدين غرساً يستعملهم في طاعته} وهذا الحديث رواه أحمد وابن ماجة وابن حبان في صحيحه، وصححه، وقال الإمام البوصيري في زوائد ابن ماجة: إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات.. فهذا الحديث دليل على أن الله تعالى يغرس للدين والتوحيد والدعوة غرساً في كل زمان يستعملهم في طاعته، ويوفقهم في مرضاته، ويجعل همهم وديدنهم وسرورهم وقرة عيونهم في الجهاد في سبيل الله، والصبر على ما يلقون في ذات الله تعالى ....
والأحاديث الواردة في الفتن،فيها افتتاح القسطنطينية، وفيها قتال الدجال، وفيها قبض أرواح المؤمنين قبيل قيام الساعة، وفيها فتح بيت المقدس، وفيها قتال اليهود، وفيها قتال الروم، وفيها فتح روما، وكل هذه لن تتم إلا على أيدي الرجال الكبار الكرام الصادقين المخلصين ، بل إن الذين يقاتلون إلى جانب المهدي ويقاتلون إلى جانب المسيح بن مريم عليه السلام لم يكونوا إلا رجالاً أقوياء أشداء، ولم تكن إلا أمة تقوم بقادتها، وتقوم برجالها، وتقوم بأبطالها.. فكيف ترى في هذه الأمة؛التي هذا أولها وهذا آخرها إنها ولا شك أمة خير ، ولو أن قائداً عظيماً محنكاً وجد في أمة ذليلة مهزومة مقهورة محطمة؛ لم يستطع أن يقوم بشيء ولا يصنع شيئاً إلا ما رحم ربك ! .....
إن هذه الأمة هم الآخرون السابقون يوم القيامة كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، وهذا هو اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله تعالى له فهم لنا فيه تبع -يعني يوم الجمعة- اليهود غداً والنصارى بعد غد}
حيث قضى الله تعالى وقدر أن تكون هذه الأمة هي آخر الأمم، وهي الأمة المهيمنة على الأمم كلها، والموعودة بالنصر والتمكين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. إن هذا يعني خيرية هذه الأمة، وهذه الخيرية لا تعني أن نتكل على مجرد الانتساب؛ بل الأمر إنما يكون بالعمل، قال الله تعالى في محكم التنـزيل: (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً )
ولسنا نحمل نظرية كنظرية بني إسرائيل، الذين يزعمون أنهم شعب الله المختار، وأن لهم فضيلة، بمجرد كونهم يهوداً، كلا! إن هذه الأمة إنما كانت أفضليتها وخيريتها بقيامها بأمر الله عز وجل، واتباعها للرسول صلى الله عليه وسلم، وأمرها بالمعروف، ونهيها عن المنكر، وشهادتها على الأمم كلها.
(إنتهت بتصرف يسير)
( هذه مقتطفات من محاضرة فضائل آخر الزمان للشيخ سلمان العودة حفظه الله )
ومن يريد الإستماع كاملا فلينسخ الرابط ويحملها:http://www.rofof.com/1rhpbf26/141.html
 

عمران 92

مراقب قسمي, المكتبة الإلكترونية, English Forum
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
1,686
مستوى التفاعل
0
الإقامة
القراءة وفن الخطابة والتاعمل مع الناس
قال تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتـؤمنون بالله .... الآية } آل عمران آية110
بارك الله فيك يا أخيتي / أمة الله على الطرح
لا عدمنـــا من جديــدك يا أخيتي
ودمتي بود
 

أسومي

مراقب سابق
إنضم
11 مايو 2009
المشاركات
2,086
مستوى التفاعل
0
الإقامة
السباحة
جزاك الله خير أخوي ع الطرح الرائع

اسأل الله أن يكتب ذلك في موازين حسناتك

تقبل مروري وأعجابي

شكرا لك
 

جواد البحر

مراقب سابق
إنضم
10 مايو 2008
المشاركات
5,088
مستوى التفاعل
0

we3rb-43d10336d7.gif


بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء
طرح رائع
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك

we3rb-1ee103008d.gif

 
أعلى