فريد بخيت
كاتب مميز
- إنضم
- 25 أكتوبر 2009
-
- المشاركات
- 198
-
- مستوى التفاعل
- 0
...
تمنى ( أفلاطون ) العالم اليوناني في زمانه ، إقامة مدينةٍ تُعد بالنموذجيَّة ، يتحكم فيها وعن عقول ساكنيها بفلسفته ، واشترط أن يسكنها ( العلماء والمفكرين ، والمعلمون والتربويون ، ومن يتمتع بأخلاق رفيعةِ المستوى )، وإذا تحقق له ذلك سيطلق عليه اسم ( المدينة الفاضلة ) ؛ حيث تتسم بالرِّفعةِ والسمو والأخلاق ، ولا وجود للشر فيها لتشرق الشمس بالأمل ، وتغرب بالسعادة .. لكنَّه أدرك في قرارة نفسه بأنه من ( المستحيل ) إقامة مدينة بهذه الصفات وهذا ما يعلمُه تماماً بأنَّ الكون لا يمكن أن نبقيه كما نريد .
تمنى ( أفلاطون ) العالم اليوناني في زمانه ، إقامة مدينةٍ تُعد بالنموذجيَّة ، يتحكم فيها وعن عقول ساكنيها بفلسفته ، واشترط أن يسكنها ( العلماء والمفكرين ، والمعلمون والتربويون ، ومن يتمتع بأخلاق رفيعةِ المستوى )، وإذا تحقق له ذلك سيطلق عليه اسم ( المدينة الفاضلة ) ؛ حيث تتسم بالرِّفعةِ والسمو والأخلاق ، ولا وجود للشر فيها لتشرق الشمس بالأمل ، وتغرب بالسعادة .. لكنَّه أدرك في قرارة نفسه بأنه من ( المستحيل ) إقامة مدينة بهذه الصفات وهذا ما يعلمُه تماماً بأنَّ الكون لا يمكن أن نبقيه كما نريد .
فلو فرضنا مثلاً أنَّ المدينة الأفلاطونية شُيِّدت وبُنيتْ واستقرَّت معالمها وأرضُها وماءُها ، فما الذي سيحدث ؟؟
بالتأكيد ستقف عجلات الإبداع وتنهار المخترعات ، وربما قد يشعر المجتمع بالسآمةِ والملل من الجديَّة المستمرة والإنضباط طوال الحياة داخل هذه المدينة ، لأن كل شخص ساكنٍ فيها لا يريد إظهارَ مخترعاته وموهبته أمام الآخرين وممن يفوقونه في الإبداع ؛ وهذا بلا شك يقتل الطموح والإبداع ، فقد يقول قائل ستمضي المدينة في الإزدهار والتطوُّر ، وهذا بلا شك صحيح بل ربما ستكون المدينة من أفضل المدن في الكون ، لكنها لن تستمر طويلاً ؛ لأنَّ قانون الحياة هو ( النزاعُ القائم بين الخيرِ والشر ) ، ولا بدَّ من أن نعيش هذا الصراع ؛ حتى يظهر الخير ونعرفه حق المعرفة ، ونرى الشر لنحتاط به ، بل ونأخذ العبرة من ذلك .
بالتأكيد ستقف عجلات الإبداع وتنهار المخترعات ، وربما قد يشعر المجتمع بالسآمةِ والملل من الجديَّة المستمرة والإنضباط طوال الحياة داخل هذه المدينة ، لأن كل شخص ساكنٍ فيها لا يريد إظهارَ مخترعاته وموهبته أمام الآخرين وممن يفوقونه في الإبداع ؛ وهذا بلا شك يقتل الطموح والإبداع ، فقد يقول قائل ستمضي المدينة في الإزدهار والتطوُّر ، وهذا بلا شك صحيح بل ربما ستكون المدينة من أفضل المدن في الكون ، لكنها لن تستمر طويلاً ؛ لأنَّ قانون الحياة هو ( النزاعُ القائم بين الخيرِ والشر ) ، ولا بدَّ من أن نعيش هذا الصراع ؛ حتى يظهر الخير ونعرفه حق المعرفة ، ونرى الشر لنحتاط به ، بل ونأخذ العبرة من ذلك .
فالحياةُ التي نعيشها تمتلئُ بأصنافِ البشر ، وتختلفُ أمزجتهم وطبائعهم فلا يمكن أن يتشابه المجتمع في الأخلاق ، بل يتفاوتون فيه وحتى نعلم تماماً أنَّ الحياةَ التي نعيشُها ما هي إلا ( ساحةٌ ) للنزاعات المتعددة ، ليبقى من يُعمِّر هذه الأرض ويبنيها بالأمل والأخلاق .
والنداءُ الأفلاطوني قد ظهر لدى العديد من بعض طبقاتِ مجتمعنا، الذين يريدون عالماً مليئاً ( بالمثاليَّة) ، وهذا ما نريده نحن ونتمناه في قرارة أنفسنا ؛لكن في حقيقة الأمر بأن الواقع يقول غير ذلك ، فلا بدَّ أن نرى انتصار الحق على الباطل ، لنتيقَّنَ أننا انتصرنا في نهايةِ المطاف لنرفع عالياً شعار الحق والأمل ( إنَّ الدين عند الله الإسلام ) ، ونتحلَّى بسيرة أفضل الرسل عليه الصلاة والسلام .
فمن أعظم النعم أن جعلنا الله ( مسلمين ) ، ننعمُ بنورِ العلم ونورِ الثقافة والتقنية والأدب والفنون اليدوية ، فكل ذلك حتى نواجه المجتمع ونصلح ما به من إعوجاج ، ونقوِّمه ناقلين بذلك خبراتُ الأخلاق والمهارة إلى من نستطيع بالنهوضِ بهم إلى الأمان ، وتفوح منَّا نسائم الصبْرِ والرضى ، ( فلو عَلِمَ العالم الرباني ما به من نعمة العلم فإنه سيؤثِّرُ ذلك في مجتمعه ويرى القبول فيهم ، ولو علم المعلِّم ذلك لرأى أَثَرُ الجهد في طلابٍ متفاوتين في المستويات والأخلاق ، ولو أدرك التقني والمهاري والشاعر والكاتب نعمة العلم والعقل ؛ لرأى أنه يستطيع أن يغيِّر من مجتمعه ، ويقودهم إلى حالٍ أفضل من التي كانوا عليها بقدرِ ما يمتلكه من مهارة وعِلم ) ، ولا بدَّ أن نعلم بأنه لا يمكن أن نعيش جميعنا علماء أو مفكرين أو أدباء ، أو حتى رياضيين وتقنيين أو غير ذلك في آنٍ واحد ، لكننا نستطيع أن نعيش معاً ننشر المحبة والأمل فيما بيننا معاً بقدرِ ما نمتلكه من معانٍ سامية وأخلاقٍ رفيعة ، فالتفاوت حكمةٌ من الله العلي القدير ، الهدف منها إنشاء مجتمعٍ أخوي متعاون ، تسوده الأخلاق رغم الاختلاف في القدرات .
اسم الموضوع : المجتمع المثالي
|
المصدر : النقاش والحوار