أذن الفجر .. فانطلق هارباً من نومه إلى الحياة الحقيقية .. توضأ ثم صلى الفجر كعادته .. كل ما أذن المؤذن يلحق إمامه في ركوعه الثاني .. فيشرع بالسلام بعد ركعة متأخرة . وانتهى .. من ماذا ؟ لا يعلم أنه انتهى من الصلاة فقد وجد أصابعه تنطق بالذكر وفمه يتحرك كلما اتجهت أصابعه في أماكن متفرقة ، فيخرج من المسجد متمتماً ومنطلقاً تاركاً مسناً يحمل مصحفاً قارئاً ، وآخر وجد وقتاً يقضيه مع ربه مناجياً ، وآخر مع ربه ساجداً .. أما هو فقد عاد إلى النوم مجدداً يتذوق المتعة ، ويرتشف بالأماني الباردة .
ويؤذن لصلاة الظهر ، أسدل الستار على صباح بات جميلاً ، فينطلق إلى المسجد ويقضي صلاته بطمأنينة وأمان ، فيعود للمنزل مرة أخرى ليشاهد موعد الأصيل يقترب ساعات وساعات ، ثم يؤذن لصلاة العصر .. وبعد الصلاة منتظراً معلمه محفظ القرآن الكريم ليحفظه ما تبقى من الآيات والسور ، فيمضي بقية الساعات ليؤنس نفسه عند صديق قديم أو هاو للزمالة المدرسية ، أو محترف للجيرة المنزلية .
ويهبط الظلام .. الذي يسبقه المغرب منتهياً بالعشاء ، إنه وقت البهجة والسرور ، والأماني والمتع الهادفة ..
- أليس من حقنا أن نعيش حياتنا ؟ أليست حياتنا تختلف عن حياة التعساء ؟
هكذا كان قلبه يحدثه بهذه الأسطر التي قرأها في حياته .. لحظات ويذكره ذاك الصديق المعلق على لوحة الإعلانات بمحاضرة ستقام للشيخ العالم ..
- يالها من محاضرة ! هيا لنذهب ونستفيد
ودقائق ليست بالقريبة يصل للمسجد المطلوب ، متأخراً .. ما إن دخل للمسجد ،حتى خاطبه الشيخ في محاضرته بسؤال ألقاه على الجميع ..
- وأنت .. يا من تسمي نفسك ملتزماً .. ما ذا قدمت ؟
ياه ، عندها لم يتمالك نفسه ، فلم تأتي الإجابة مسرعة ، غريب !! أين تلك الإجابات المخزنة لديه ؟ أين تلك الكلمات المتدفقة من بين شدقيه ؟ عجباً !! فلأول مرة لم يستطع الإجابة على هذا السؤال .. لكن ورقة التقويم التي بالمسجد ذكرته بأنه في بداية العام الجديد .. لكن مضى عام بل عامان بل أعوام .. لكنها قرون ..
- إنه كما أنا ! لم أتغير ماذا قدمت خلال اثانا عشر شهراً ؟ بل خلال سنة طويلة ؟ الحال هو الحال .. فأين الصيام ، وأين الركوع والقيام ؟ أين صدقاتي المخفية ؟ أين حبي في الله وبغضي في الله ؟ أين معاودة المريض ؟ وأين .. وأين ؟ )
عجباً له !؟ .. كيف تنقضي هذه السنة سريعة دونما انتباه ، لكن كيف سأكون داخل تلك الحفرة الضيقة ماذا سأجيب عند سؤال الملكين ؟ رفع يديه إلى السماء ، وأنا خلفه أقول آمين عندما قرأنا في آخر ورقة من التقويم ..
- اللهم اجعل خير خواتيمنا آخرها ، وخير أيامنا يوم نلقاك .
ويؤذن لصلاة الظهر ، أسدل الستار على صباح بات جميلاً ، فينطلق إلى المسجد ويقضي صلاته بطمأنينة وأمان ، فيعود للمنزل مرة أخرى ليشاهد موعد الأصيل يقترب ساعات وساعات ، ثم يؤذن لصلاة العصر .. وبعد الصلاة منتظراً معلمه محفظ القرآن الكريم ليحفظه ما تبقى من الآيات والسور ، فيمضي بقية الساعات ليؤنس نفسه عند صديق قديم أو هاو للزمالة المدرسية ، أو محترف للجيرة المنزلية .
ويهبط الظلام .. الذي يسبقه المغرب منتهياً بالعشاء ، إنه وقت البهجة والسرور ، والأماني والمتع الهادفة ..
- أليس من حقنا أن نعيش حياتنا ؟ أليست حياتنا تختلف عن حياة التعساء ؟
هكذا كان قلبه يحدثه بهذه الأسطر التي قرأها في حياته .. لحظات ويذكره ذاك الصديق المعلق على لوحة الإعلانات بمحاضرة ستقام للشيخ العالم ..
- يالها من محاضرة ! هيا لنذهب ونستفيد
ودقائق ليست بالقريبة يصل للمسجد المطلوب ، متأخراً .. ما إن دخل للمسجد ،حتى خاطبه الشيخ في محاضرته بسؤال ألقاه على الجميع ..
- وأنت .. يا من تسمي نفسك ملتزماً .. ما ذا قدمت ؟
ياه ، عندها لم يتمالك نفسه ، فلم تأتي الإجابة مسرعة ، غريب !! أين تلك الإجابات المخزنة لديه ؟ أين تلك الكلمات المتدفقة من بين شدقيه ؟ عجباً !! فلأول مرة لم يستطع الإجابة على هذا السؤال .. لكن ورقة التقويم التي بالمسجد ذكرته بأنه في بداية العام الجديد .. لكن مضى عام بل عامان بل أعوام .. لكنها قرون ..
- إنه كما أنا ! لم أتغير ماذا قدمت خلال اثانا عشر شهراً ؟ بل خلال سنة طويلة ؟ الحال هو الحال .. فأين الصيام ، وأين الركوع والقيام ؟ أين صدقاتي المخفية ؟ أين حبي في الله وبغضي في الله ؟ أين معاودة المريض ؟ وأين .. وأين ؟ )
عجباً له !؟ .. كيف تنقضي هذه السنة سريعة دونما انتباه ، لكن كيف سأكون داخل تلك الحفرة الضيقة ماذا سأجيب عند سؤال الملكين ؟ رفع يديه إلى السماء ، وأنا خلفه أقول آمين عندما قرأنا في آخر ورقة من التقويم ..
- اللهم اجعل خير خواتيمنا آخرها ، وخير أيامنا يوم نلقاك .