الدكتر
:: عضو متفاعل ::
- إنضم
- 18 يونيو 2008
-
- المشاركات
- 164
-
- مستوى التفاعل
- 0
تك .. تاك .. تك .. تاك .. دقات ساعته المكتبية تفوح منها رائحة التأخر ، حيث تركته يسبح في خيال نومه الفسيح ، داخل بحر من الأمنيات المتلاطم ، تلك سيارة فارهة ، وذاك مكتب عامر ، وذاك حظ وافر ، يقرع كل باب من أمنياته فلا يلبث إلا ويدخل في دوامة هذه الأمواج ، وعند دقة من دقات الساعة تكسرت كل أعمدة أحلامه ليظهر غبار حياة واقعية أمام ناظريه ، وهاهو يقوم كالقط ممتطعاً ، يكسر قيود الملل ، ويمزق حبال الكسل ، فينظر في أرجاء غرفته المترامية عله يجد شيئاً جعله يترك تلك الأوهام ، وعندما أدرك بأن الساعة ما زالت تناديه بدقاتها نظر إليها ليجيب على تساؤلاته ، فينحني فوقها ليهمس إليها بكلمة ( العاشرة والنصف ) ..
العاشرة والنصف ؟!! يالها من ثوان حقودة ، لقد وعدته بأن توقظه عند الثامنة ، إلا أنها تركته في موعد آخر ، فالعاشرة والنصف تعني موعد الشهادة المدرسية ، موعد التخرج لمستقبل من الكآبة والحرية ، فيالها من أمنيات عريضة سطرت في مخيلته مشاهد من السعادة ، لكنها سرعان ما تبعثرت أمام موجة من القلق والسؤال الذي يدمر أحلام الأسود
- ماذا لو لم أنجح ؟
ياه .. سؤال يقبر كل الأمنيات العتيدة ، يدمر أحلام أسود داخل طالب بروح حمل وديع ، سؤال مر يجعله يقول أين سأسير ؟ وأين سأكون ؟ هذا السؤال جوابه يكتم أنفاس الراحة ، ويقلق الفرحة ، إلا أن الواقع يتحتم عليه أن يتقبل ما هو عليه ، فلست تاريخاً تعيد قراءة نفسك ، ولست مجموعة دقائق تتأخر ، إنك ماض إلى حتفك ..
خرج من منزله قاصداً سيارته ، إلا أن حالها جعلته يؤثر أقدامه مشياً ، على سيارته الذي قرأ من خلالها رائحة الخذلان ، فمضى يطوي الأرض بقدميه كان ينوي إبعاد المسافة ، إلا أن دقات الفزع سحبت هواء الوقت واختصرته أمامه ، وهاهي أمامه شامخة تقف .. المدرسة .. التي وصل إليها أخيراً ، وقدم نفسه بداخلها نحو فناء الطلاب ..
الراسبون !! .. أول كلمة يلفظها ذلك المعلم ، حتى العلكة التي كان يعلكها لفظها من مرارة هذه الكلمة ، وأصبح يجز أمان وأحلام كانت تتأرجح على رؤوس الطلاب ، بسيف تلك الكلمة الرهيبة .. وبدأ الجمع يتفرق شمله ..
مساكين .. لم يتوقعوا ذاك النصر الجميل ، فخابت لياليهم ، وخاب الجهد ، يحلمون قبل أن يتوقعوا ، لِمَ لَمْ تكونوا مثلي ، فاشل في دراسته ، نائم فوق ماصته ..
الناجحون !! الكلمة المحببة إلى أصحاب الهمم الفارهة ، وأصدقاء الوساطة الموجودة على أدراج المكاتب والمصانع والشركات الكبرى ، فتفرق كل من لم يمت لهذه الكلمة بصلة ، فلم يبقى إلا أقل من البضعة ، وأنا .. أنا؟! مادخلي أنا بكل ما يجري.
- مبروك !!
- أنا ؟
- نعم أنت . هذا حصاد جهدك الجيد .
عندها اخطف الورقة ، وأركض نحو باب المدرسة ، وجموع الطلبة ، يجتمع كل حزب مع حزبه ، وأنا فوق عتبة الباب بكل ثقة وجداره ( أنا نجحت .. أنا نجحت .. ) .
العاشرة والنصف ؟!! يالها من ثوان حقودة ، لقد وعدته بأن توقظه عند الثامنة ، إلا أنها تركته في موعد آخر ، فالعاشرة والنصف تعني موعد الشهادة المدرسية ، موعد التخرج لمستقبل من الكآبة والحرية ، فيالها من أمنيات عريضة سطرت في مخيلته مشاهد من السعادة ، لكنها سرعان ما تبعثرت أمام موجة من القلق والسؤال الذي يدمر أحلام الأسود
- ماذا لو لم أنجح ؟
ياه .. سؤال يقبر كل الأمنيات العتيدة ، يدمر أحلام أسود داخل طالب بروح حمل وديع ، سؤال مر يجعله يقول أين سأسير ؟ وأين سأكون ؟ هذا السؤال جوابه يكتم أنفاس الراحة ، ويقلق الفرحة ، إلا أن الواقع يتحتم عليه أن يتقبل ما هو عليه ، فلست تاريخاً تعيد قراءة نفسك ، ولست مجموعة دقائق تتأخر ، إنك ماض إلى حتفك ..
خرج من منزله قاصداً سيارته ، إلا أن حالها جعلته يؤثر أقدامه مشياً ، على سيارته الذي قرأ من خلالها رائحة الخذلان ، فمضى يطوي الأرض بقدميه كان ينوي إبعاد المسافة ، إلا أن دقات الفزع سحبت هواء الوقت واختصرته أمامه ، وهاهي أمامه شامخة تقف .. المدرسة .. التي وصل إليها أخيراً ، وقدم نفسه بداخلها نحو فناء الطلاب ..
الراسبون !! .. أول كلمة يلفظها ذلك المعلم ، حتى العلكة التي كان يعلكها لفظها من مرارة هذه الكلمة ، وأصبح يجز أمان وأحلام كانت تتأرجح على رؤوس الطلاب ، بسيف تلك الكلمة الرهيبة .. وبدأ الجمع يتفرق شمله ..
مساكين .. لم يتوقعوا ذاك النصر الجميل ، فخابت لياليهم ، وخاب الجهد ، يحلمون قبل أن يتوقعوا ، لِمَ لَمْ تكونوا مثلي ، فاشل في دراسته ، نائم فوق ماصته ..
الناجحون !! الكلمة المحببة إلى أصحاب الهمم الفارهة ، وأصدقاء الوساطة الموجودة على أدراج المكاتب والمصانع والشركات الكبرى ، فتفرق كل من لم يمت لهذه الكلمة بصلة ، فلم يبقى إلا أقل من البضعة ، وأنا .. أنا؟! مادخلي أنا بكل ما يجري.
- مبروك !!
- أنا ؟
- نعم أنت . هذا حصاد جهدك الجيد .
عندها اخطف الورقة ، وأركض نحو باب المدرسة ، وجموع الطلبة ، يجتمع كل حزب مع حزبه ، وأنا فوق عتبة الباب بكل ثقة وجداره ( أنا نجحت .. أنا نجحت .. ) .
اسم الموضوع : الناجحون !! الكلمة المحببة إلى أصحاب الهمم
|
المصدر : القصة والرواية