( اثنان عندما أراهما يطمئن قلبي وأرتاح ، سماع الأذان و رؤية المحتسبين ينادون للخير ) هكذا كانت الكلمات التي نبعت من صديق لي عندما أكمل دراسته الجامعية في إحدى دول الغرب ( بريطانيا ) وبالتحديد مدينة ( ليفربول ) عندما تبادلنا العناق الطويل ، ثم خرجت هذه الكلمات عند رؤيته لإحدى سيارات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد ذكر ذلك الصديق العزيز أنه كان طوال دراسته يشعر بالضيق أحياناً لعدم سماعه للأذان أو عدم رؤيته لأحد الناصحين مما أدى إلى وجود أغانٍ صاخبة ومترفة ، وسكارى هائمين في الطرقات ، ولقد أعاد أنفاسه عندما عاد إلى مهبط الوحي مكة واستقر فيها وعوضه الله بعمل في إحدى الشركات الضخمة ولله الحمد والمنة ، وقد ذكر لي هذا الصديق العزيز نقطة لابد منها وهي حقيقة هذا الجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووظيفتها ، وقد تم نقاش طويل حول هذا الموضوع ، وقال لابد من أن تحاول ذكر هذا الجهاز العظيم ، وهذه الهيئة المباركة .
وقد يختلط على كثير من الناس الفرق بين الداعي والواعظ وبين الهيئة ، فالهيئة إحدى الأجهزة الرسمية في البلاد وتقوم بنشر الأمن والضرب على يد كل عابث ، إذن فمهمتها تنفيذية وتطبيق النظام المباشر ، وكثير يقول لماذا لا تقوم الهيئة بتقديم النصح أولاً ثم إمساك الشخص ، فأقول أن هذه الهيئة وظيفتها الأمر بالمعروف والإنكار عن المنكر مباشرة ، أما إذا قام أحد رجال الهيئة بتقديم النصح أولاً وتكراراً فهذا من واجبه ونشكره على ذلك بل ونكون يداً واحدة معه ، إلا أن الحال لا يمكن أن يكون فيه نصحاً وتوجيهاً فهو يطبق النظام المباشر والعقوبة المباشرة ، وهذا ما يخلطه كثير من الناس حول الهيئة ولا يفرقون بين عملهم كمطبق للنظام والعقوبة وبين إمام مسجد أو واعظ ، فالواعظ وظيفته احتواء الناس والنصح لهم والتوجيه ، كذلك الإمام والداعي وطالب العلم ، إلا أن الهيئة تحتلف وظيفتها على ذلك ، أما عن الشكاوي التي تكون على أولئك الرجال فهو إما من أناس يهمهم المتع واللذائذ أو من يحبون إشاعة الفواحش والعياذ بالله ، فكما قيل في الأمثال "ما يمدح السوق إلا اللي رابح فيه" ، و نظير ذلك هو "لا يذم السوق إلا من خسر فيه" ، فإذا رأيت شخصاً يكره رجال مكافحة المخدرات و يتمنى لو ألغي هذا الجهاز من يكون يا ترى؟ يكون صاحب تهريب أو شخص مدمن فكذلك من يكره الهيئة و يهاجمها فعلى الأرجح هو إما من أصحاب الشهوات أو من أصحاب الشبهات ، أما من يريدون الإصلاح فإنهم يخاطبون رجال الهيئة نفسهم غالباً إما عبر موقعهم أو حتى بالذهاب لمراكزهم مباشرة ، و لا يجد الشخص عندهم إلا الترحيب و حسن الخلق. الهحمة الحالية تتركز في منابر عُرِف عنها الحقد على أهل الدين و على المظاهر الإسلامية .
وبعد هذه الجولة الصغيرة حول هذا الجهاز الرائع أترككم مع تاريخ هذه الهيئة المباركة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأول نشأة للجهاز كان عام 1345هـ (1926م) عندما قام الملك عبدالعزيز رحمه الله بتكليف الشيخ عمر بن حسن آل شيخ رحمه الله بالإحتساب ، و كانت البداية في الرياض ، و توسّعت الحسبة لاحقاً مع ضم بقية المناطق. دُمِجَت أقسام الهيئة في نجد و الغربية في جهاز واحد في عهد الملك خالد رحمه الله و سمي الجهاز الموحد الجديد "الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر". توسعت الهيئة و كَبُرَت في عهد الملك فهد رحمه الله ، و زاد تنظيمهم و عددهم ، و يُسمى عصر الملك فهد بالعصر الذهبي لجهاز الهيئة ، تغمده الله برحمته. حالياً يوجد قرابة 490 مركز للهيئة ، منها (الأرقام التالية تقريبية) 120 في منطقة الرياض ، 81 في منطقة مكة ، 26 في منطقة المدينة. حالياً اثنين من أكبر الداعمين لجهاز الهيئة هما الأمير سلمان بن عبدالعزيز و الأمير نايف بن عبدالعزيز ، حفظهما الله و سددهما.، حيث تركز مهمات الهيئة (حسب اللوائح التنفيذية) في ثلاث نقاط أساسية: (أ) العقيدة (ب) العبادات (ج) الآداب العامة. تجوب الهيئة الأسواق و الأماكن العامة و الشوارع لتطبيق التعليمات الإسلامية و القانونية التي تتعلق بهذه النقاط الثلاث.
أما في جانب العقيدة ، فإن الهيئة أو جهاز الحسبة يجوب الشوارع و الأسواق و الحدائق (إلخ) للتأكد من أنه لا يوجد أي مظاهر شركية تخالف نهج التوحيد الذي قامت عليه البلاد ، و يشمل ذلك إظهار غير المسلمين لمعتقداتهم (كتعليق الصلبان أو نجمة داوود أو صور تماثيل الشرك على القمصان) ، و نشر المواد التنصيرية أو الشركية ، و الإحتفال بالبدع و المُحدثات (كمولد الرسول) ، و السحر ، و جانب السحر كبير و تُعتَبر الهيئة (بلا مبالغة) كابوساً مرعباً للسحرة أخوف من أي جهاز أمني آخر ، و قد قبضت الهيئة على أعداد ضخمة من السحرة و كف الله بهم شراً كثيراً.
في جانب العبادات و المحرمات ، فإن الهيئة تسعى للحيلولة دون وقوع أي محذورات دينية في هذا الجانب ، و من ذلك الإفطار في نهار رمضان ، و المجاهرة بترك الصلاة (كأن تجد شباباً يتسامرون و يتحدثون وقت الصلاة) ، و المنكرات مثل تشغيل الأغاني وقت الصلاة أو بصوت عالي في الأماكن العامة ، و الخلوات المحرمة ، و التغزل ، و الإختلاط ، و الخمور ، و المخدرات ، و الدعارة ، و الشذوذ الجنسي ، و غير ذلك.
أخيراً ، في جانب الآداب العامة فإن الهيئة تأتمر بأمر رسول الله في ذلك ، و يحاربون المظاهر الفاسدة مثل تعليق الشباب للسلاسل و التشبه بالنساء و قصات الشعر الشاذة أو المتأنثة أو المتشبهه بالكفار ، و كشف العورة ، و الحجاب غير الشرعي ، و الزينة للنساء و محاولة إغراء الشباب ، و في نفس الوقت تحمي الهيئة النساء و الصبيان من تحرشات الفساق.
ولنكن أول من يقوم بتقديم المساعدة لهذه الهيئة حتى نعيش في سفينة تقودنا إلى بر الأمان .
وقد يختلط على كثير من الناس الفرق بين الداعي والواعظ وبين الهيئة ، فالهيئة إحدى الأجهزة الرسمية في البلاد وتقوم بنشر الأمن والضرب على يد كل عابث ، إذن فمهمتها تنفيذية وتطبيق النظام المباشر ، وكثير يقول لماذا لا تقوم الهيئة بتقديم النصح أولاً ثم إمساك الشخص ، فأقول أن هذه الهيئة وظيفتها الأمر بالمعروف والإنكار عن المنكر مباشرة ، أما إذا قام أحد رجال الهيئة بتقديم النصح أولاً وتكراراً فهذا من واجبه ونشكره على ذلك بل ونكون يداً واحدة معه ، إلا أن الحال لا يمكن أن يكون فيه نصحاً وتوجيهاً فهو يطبق النظام المباشر والعقوبة المباشرة ، وهذا ما يخلطه كثير من الناس حول الهيئة ولا يفرقون بين عملهم كمطبق للنظام والعقوبة وبين إمام مسجد أو واعظ ، فالواعظ وظيفته احتواء الناس والنصح لهم والتوجيه ، كذلك الإمام والداعي وطالب العلم ، إلا أن الهيئة تحتلف وظيفتها على ذلك ، أما عن الشكاوي التي تكون على أولئك الرجال فهو إما من أناس يهمهم المتع واللذائذ أو من يحبون إشاعة الفواحش والعياذ بالله ، فكما قيل في الأمثال "ما يمدح السوق إلا اللي رابح فيه" ، و نظير ذلك هو "لا يذم السوق إلا من خسر فيه" ، فإذا رأيت شخصاً يكره رجال مكافحة المخدرات و يتمنى لو ألغي هذا الجهاز من يكون يا ترى؟ يكون صاحب تهريب أو شخص مدمن فكذلك من يكره الهيئة و يهاجمها فعلى الأرجح هو إما من أصحاب الشهوات أو من أصحاب الشبهات ، أما من يريدون الإصلاح فإنهم يخاطبون رجال الهيئة نفسهم غالباً إما عبر موقعهم أو حتى بالذهاب لمراكزهم مباشرة ، و لا يجد الشخص عندهم إلا الترحيب و حسن الخلق. الهحمة الحالية تتركز في منابر عُرِف عنها الحقد على أهل الدين و على المظاهر الإسلامية .
وبعد هذه الجولة الصغيرة حول هذا الجهاز الرائع أترككم مع تاريخ هذه الهيئة المباركة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأول نشأة للجهاز كان عام 1345هـ (1926م) عندما قام الملك عبدالعزيز رحمه الله بتكليف الشيخ عمر بن حسن آل شيخ رحمه الله بالإحتساب ، و كانت البداية في الرياض ، و توسّعت الحسبة لاحقاً مع ضم بقية المناطق. دُمِجَت أقسام الهيئة في نجد و الغربية في جهاز واحد في عهد الملك خالد رحمه الله و سمي الجهاز الموحد الجديد "الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر". توسعت الهيئة و كَبُرَت في عهد الملك فهد رحمه الله ، و زاد تنظيمهم و عددهم ، و يُسمى عصر الملك فهد بالعصر الذهبي لجهاز الهيئة ، تغمده الله برحمته. حالياً يوجد قرابة 490 مركز للهيئة ، منها (الأرقام التالية تقريبية) 120 في منطقة الرياض ، 81 في منطقة مكة ، 26 في منطقة المدينة. حالياً اثنين من أكبر الداعمين لجهاز الهيئة هما الأمير سلمان بن عبدالعزيز و الأمير نايف بن عبدالعزيز ، حفظهما الله و سددهما.، حيث تركز مهمات الهيئة (حسب اللوائح التنفيذية) في ثلاث نقاط أساسية: (أ) العقيدة (ب) العبادات (ج) الآداب العامة. تجوب الهيئة الأسواق و الأماكن العامة و الشوارع لتطبيق التعليمات الإسلامية و القانونية التي تتعلق بهذه النقاط الثلاث.
أما في جانب العقيدة ، فإن الهيئة أو جهاز الحسبة يجوب الشوارع و الأسواق و الحدائق (إلخ) للتأكد من أنه لا يوجد أي مظاهر شركية تخالف نهج التوحيد الذي قامت عليه البلاد ، و يشمل ذلك إظهار غير المسلمين لمعتقداتهم (كتعليق الصلبان أو نجمة داوود أو صور تماثيل الشرك على القمصان) ، و نشر المواد التنصيرية أو الشركية ، و الإحتفال بالبدع و المُحدثات (كمولد الرسول) ، و السحر ، و جانب السحر كبير و تُعتَبر الهيئة (بلا مبالغة) كابوساً مرعباً للسحرة أخوف من أي جهاز أمني آخر ، و قد قبضت الهيئة على أعداد ضخمة من السحرة و كف الله بهم شراً كثيراً.
في جانب العبادات و المحرمات ، فإن الهيئة تسعى للحيلولة دون وقوع أي محذورات دينية في هذا الجانب ، و من ذلك الإفطار في نهار رمضان ، و المجاهرة بترك الصلاة (كأن تجد شباباً يتسامرون و يتحدثون وقت الصلاة) ، و المنكرات مثل تشغيل الأغاني وقت الصلاة أو بصوت عالي في الأماكن العامة ، و الخلوات المحرمة ، و التغزل ، و الإختلاط ، و الخمور ، و المخدرات ، و الدعارة ، و الشذوذ الجنسي ، و غير ذلك.
أخيراً ، في جانب الآداب العامة فإن الهيئة تأتمر بأمر رسول الله في ذلك ، و يحاربون المظاهر الفاسدة مثل تعليق الشباب للسلاسل و التشبه بالنساء و قصات الشعر الشاذة أو المتأنثة أو المتشبهه بالكفار ، و كشف العورة ، و الحجاب غير الشرعي ، و الزينة للنساء و محاولة إغراء الشباب ، و في نفس الوقت تحمي الهيئة النساء و الصبيان من تحرشات الفساق.
ولنكن أول من يقوم بتقديم المساعدة لهذه الهيئة حتى نعيش في سفينة تقودنا إلى بر الأمان .