الباشا
:: عضو جديد ::
معروف ان جماعتنا البرماويون موجودون في هذه البلاد منذ اكثر من نصف قرن.
وحقيقة على قدر ما كان لجماعتنا الكثير من الاعمال الطيبة الا انه غابت عنهم نقطة
في غاية الاهمية وامر خطيرجدا ربما لم يفطنوا له ولم يكن في حسبانهم من الاساس .
اقصد بذلك التشتت والتشرذم والفرقة وغياب العمل الجماعي الذي يميز غالبية الجاليات الاخرى.
صحيح ان جماعتنا يسكنون جوار بعضهم في الاحياء المعروفة في مكة وقليل منها في المدينة وجدة،
الا ان ذلك كان ظاهريا فقط ، وهو ما ادى الى ان ينشغل كل منهم بنفسه ومن يعولهم فقط في
بعض الاحيان ،فاصبحوا كما قال المثل :
كل يغني على ليلاه
لذلك عندما هبت العاصفة الاخيرة منذ سنتين تقريبا اقتلعت في طريقها كل شئ من الشجر والحجر
ولم تفرق بين (طيب وبطَّال) وصغير وكبير ورجال ونساء وخيرون واشرار، وذلك بسبب بعض
التصرفات الخارجة من ثلة منحرفة مشت عكس التيار وسارت على درب الضلال فغوت وهرولت
نحو الضياع فسقطت في المهالك التي ادت في النهاية الى ان تنعكس الصورة العامة عن
البرماويين والسيرة الحسنة التي ميزتهم وبعدهم عن المشاكل يعني بالبلدي (حالهم حال نفسهم )
وبالمصري (يمشوا جنب الحيط ومالهومش دعوة بحد) وانشغالهم فقط بالبحث عن لقمة العيش .
لذلك ، كان التوحد ضروريا والتكاتف مطلوبا ونسيان الخلافات الشخصية او العائلية والالتفات
الى الاهم ، وهو كيفية التعامل مع العاصفة ،خصوصا ان الحكومة (حطََّتْ) البرماويين في راسها.
وهو ما حدث ولله الحمد ربما لاول مرة في جماعتنا وسعدنا وسررناكثيرا بذلك التوحدوالتكاتف الذي
توج بعد ذلك وترجم الى انجازات عملية مثال ذلك وليس للحصر ماعرف بـ (مجالس الاحياء) التي
في الحقيقة بذلت جهودا جبارة وقدمت خدمات كثيرة بما لديها من امكانيات قليلة (على قد حالها) .
لكن وكما هي السمة البارزة لدى جماعتنا البرماويين ،بدأت المشاكل تدب واتفقوا على الا يتفقوا
فظهر الصراع على قيادة مجالس الجاليات والظهور على مسرح الاحداث من باب لازم اكون
(في الصورة) وعلى طريقة (ألْعَبْ ولاَّ أنَكِّدْ ) وكما يقولون (الزين ما يكمل) وعلى رأي المصريين
(الحلو ما يكملش) كما قال الامير خالد الفيصل في احدى الامسيات الشعرية في مصر قبل سنوات.
والامرالآخر والادهى والامر، ان الصراع بدأ من اكثر من فريق وعلى اكثر من جبهة، فهناك (الشِّيّابَ)
وهناك الشباب وهناك الملتزمين وغير الملتزمين ، فاصبح الامر كرة كل فريق (يشوتها) في جهة.
فالشياب يرون ان امر القيادة يجب ان ينحصر في ايديهم فقط بحكم انهم اهل الخبرات والتجارب
ولما للشيب من وقار كما قال ناظم الغزالي:
عيرَّتني بالشيب وهو وقار ====== فيا ليتها عيرتني بما هو عار
فالشياب يرون ان الشباب ما هم الا ثلة طائشة ضائعة ليس لديهم لا فكر ولا تخطيط ولا تجارب او خبرة ،
والصورة العامة عن اي شاب لديهم هو انه شخص يقضي نهاره في النوم ويضيع ليله في السهر
و (الصَّرْمحة) في الشوارع والاسواق سواء كان بالسيارة او مشيا او حتى في (الشِّلل والبشكات)!!!
وانهم لا يصلحون لقيادة (دباب هوندا 70 ) فما بالك بقيادة مجلس جالية بمشاكله وهمومه ومسئولياته ؟!!!
في المقابل،يرى الشباب ان وقت الشياب قد انتهى وزمنهم قد ولى وانهم يعيشون على ذكريات
التاريخ وان نجاحهم في قيادة (الحريم والبزورة) في البيت والصراخ والسب واللعن والضرب هي
مقومات القيادة ،وان الشياب يعيشون على هامش الحياة ويعيشون في الاوهام والاحلام او انهم
يجب ان نطلق عليهم مصطلح (برَّة) وهو المصلح الذي يستخدم في لعبة (البلوت) لمن تجاوز المائة !!!
وان هؤلاء الشياب الفائدة الوحيدة التي يمكن ان نجنيها من ورائهم، بيعهم في الحراج مع العفش القديم !!!!
جبهة اخرى من الخلاف ظهرت بين الملتزمين وغير الملتزمين، فالملتزمون يرون انهم الاولى
والاصلح للقيادة لانهم اهل دين واهل الدين هم الانسب دائما لانهم يفكرون افضل واسلم واصَحّْ ،
لان غير الملتزمين مجرد شباب طائشين غير مؤهلين لقيادة انفسهم،فكيف يقودون غيرهم ؟!!!
في حين يرى غير الملتزمين انهم لا يصلحون للقيادة ،وان كل مؤهلاتهم فقط انهم يحفظون القرآن !!!
طبعا هذه الخلافات ستؤدي الى هدم المشروع قبل ان يبدأ من الاساس ويساهم في تقويض الجالية
وهدمها من الداخل وهو ما ينتج عنه بالتالي الى ضياع كل شئ والرجوع لنقطة الصفر مرة اخرى.
وكما قال المثل :
كثرة الطباخين ، تحرق الطبخة
اذن ، لماذا لا يكون هناك تعاون وتكاتف بين الجميع ، فتتكون المجالس من جميع الفئات العمرية
المؤهلة فكريا وعلميا وخبرة وتجربة واهل الدين وغيرهم ممن لا يملكون تلك المؤهلات فيمكن
الاستفادة من جهودهم ، كل هؤلاء لو اجتمعوا وتعاونوا وتكاتفوا بعيدا عن الذاتية و( الانا) وايضا
ترك المصالح الشخصية و(الشللية) ستكون النتائج رائعة ومبهرة بالتأكيد وجربوا وسترون .
ولكم في فرق كرة القدم درس، ففريق الكرة دائما ما يمزج بين خبرة الكبار وحيوية الشباب .
نرجو ان يكون ذلك هم نهجنا وديدننا في القادم لعل الجماعة تعود الى سابق عهدها من السمعة الطيبة.
دمتم
وحقيقة على قدر ما كان لجماعتنا الكثير من الاعمال الطيبة الا انه غابت عنهم نقطة
في غاية الاهمية وامر خطيرجدا ربما لم يفطنوا له ولم يكن في حسبانهم من الاساس .
اقصد بذلك التشتت والتشرذم والفرقة وغياب العمل الجماعي الذي يميز غالبية الجاليات الاخرى.
صحيح ان جماعتنا يسكنون جوار بعضهم في الاحياء المعروفة في مكة وقليل منها في المدينة وجدة،
الا ان ذلك كان ظاهريا فقط ، وهو ما ادى الى ان ينشغل كل منهم بنفسه ومن يعولهم فقط في
بعض الاحيان ،فاصبحوا كما قال المثل :
كل يغني على ليلاه
لذلك عندما هبت العاصفة الاخيرة منذ سنتين تقريبا اقتلعت في طريقها كل شئ من الشجر والحجر
ولم تفرق بين (طيب وبطَّال) وصغير وكبير ورجال ونساء وخيرون واشرار، وذلك بسبب بعض
التصرفات الخارجة من ثلة منحرفة مشت عكس التيار وسارت على درب الضلال فغوت وهرولت
نحو الضياع فسقطت في المهالك التي ادت في النهاية الى ان تنعكس الصورة العامة عن
البرماويين والسيرة الحسنة التي ميزتهم وبعدهم عن المشاكل يعني بالبلدي (حالهم حال نفسهم )
وبالمصري (يمشوا جنب الحيط ومالهومش دعوة بحد) وانشغالهم فقط بالبحث عن لقمة العيش .
لذلك ، كان التوحد ضروريا والتكاتف مطلوبا ونسيان الخلافات الشخصية او العائلية والالتفات
الى الاهم ، وهو كيفية التعامل مع العاصفة ،خصوصا ان الحكومة (حطََّتْ) البرماويين في راسها.
وهو ما حدث ولله الحمد ربما لاول مرة في جماعتنا وسعدنا وسررناكثيرا بذلك التوحدوالتكاتف الذي
توج بعد ذلك وترجم الى انجازات عملية مثال ذلك وليس للحصر ماعرف بـ (مجالس الاحياء) التي
في الحقيقة بذلت جهودا جبارة وقدمت خدمات كثيرة بما لديها من امكانيات قليلة (على قد حالها) .
لكن وكما هي السمة البارزة لدى جماعتنا البرماويين ،بدأت المشاكل تدب واتفقوا على الا يتفقوا
فظهر الصراع على قيادة مجالس الجاليات والظهور على مسرح الاحداث من باب لازم اكون
(في الصورة) وعلى طريقة (ألْعَبْ ولاَّ أنَكِّدْ ) وكما يقولون (الزين ما يكمل) وعلى رأي المصريين
(الحلو ما يكملش) كما قال الامير خالد الفيصل في احدى الامسيات الشعرية في مصر قبل سنوات.
والامرالآخر والادهى والامر، ان الصراع بدأ من اكثر من فريق وعلى اكثر من جبهة، فهناك (الشِّيّابَ)
وهناك الشباب وهناك الملتزمين وغير الملتزمين ، فاصبح الامر كرة كل فريق (يشوتها) في جهة.
فالشياب يرون ان امر القيادة يجب ان ينحصر في ايديهم فقط بحكم انهم اهل الخبرات والتجارب
ولما للشيب من وقار كما قال ناظم الغزالي:
عيرَّتني بالشيب وهو وقار ====== فيا ليتها عيرتني بما هو عار
فالشياب يرون ان الشباب ما هم الا ثلة طائشة ضائعة ليس لديهم لا فكر ولا تخطيط ولا تجارب او خبرة ،
والصورة العامة عن اي شاب لديهم هو انه شخص يقضي نهاره في النوم ويضيع ليله في السهر
و (الصَّرْمحة) في الشوارع والاسواق سواء كان بالسيارة او مشيا او حتى في (الشِّلل والبشكات)!!!
وانهم لا يصلحون لقيادة (دباب هوندا 70 ) فما بالك بقيادة مجلس جالية بمشاكله وهمومه ومسئولياته ؟!!!
في المقابل،يرى الشباب ان وقت الشياب قد انتهى وزمنهم قد ولى وانهم يعيشون على ذكريات
التاريخ وان نجاحهم في قيادة (الحريم والبزورة) في البيت والصراخ والسب واللعن والضرب هي
مقومات القيادة ،وان الشياب يعيشون على هامش الحياة ويعيشون في الاوهام والاحلام او انهم
يجب ان نطلق عليهم مصطلح (برَّة) وهو المصلح الذي يستخدم في لعبة (البلوت) لمن تجاوز المائة !!!
وان هؤلاء الشياب الفائدة الوحيدة التي يمكن ان نجنيها من ورائهم، بيعهم في الحراج مع العفش القديم !!!!
جبهة اخرى من الخلاف ظهرت بين الملتزمين وغير الملتزمين، فالملتزمون يرون انهم الاولى
والاصلح للقيادة لانهم اهل دين واهل الدين هم الانسب دائما لانهم يفكرون افضل واسلم واصَحّْ ،
لان غير الملتزمين مجرد شباب طائشين غير مؤهلين لقيادة انفسهم،فكيف يقودون غيرهم ؟!!!
في حين يرى غير الملتزمين انهم لا يصلحون للقيادة ،وان كل مؤهلاتهم فقط انهم يحفظون القرآن !!!
طبعا هذه الخلافات ستؤدي الى هدم المشروع قبل ان يبدأ من الاساس ويساهم في تقويض الجالية
وهدمها من الداخل وهو ما ينتج عنه بالتالي الى ضياع كل شئ والرجوع لنقطة الصفر مرة اخرى.
وكما قال المثل :
كثرة الطباخين ، تحرق الطبخة
اذن ، لماذا لا يكون هناك تعاون وتكاتف بين الجميع ، فتتكون المجالس من جميع الفئات العمرية
المؤهلة فكريا وعلميا وخبرة وتجربة واهل الدين وغيرهم ممن لا يملكون تلك المؤهلات فيمكن
الاستفادة من جهودهم ، كل هؤلاء لو اجتمعوا وتعاونوا وتكاتفوا بعيدا عن الذاتية و( الانا) وايضا
ترك المصالح الشخصية و(الشللية) ستكون النتائج رائعة ومبهرة بالتأكيد وجربوا وسترون .
ولكم في فرق كرة القدم درس، ففريق الكرة دائما ما يمزج بين خبرة الكبار وحيوية الشباب .
نرجو ان يكون ذلك هم نهجنا وديدننا في القادم لعل الجماعة تعود الى سابق عهدها من السمعة الطيبة.
دمتم
اسم الموضوع : البرماويون وكثرة الطباخين !!!
|
المصدر : النقاش والحوار